تتنوع الثقافات والشعوب حول العالم وتتنوع عاداتهم وطباعهم المختلفة فى كل بقاع الدنيا. فمنذ قديم الزمان تشكلت طبيعة كل شعب واختلفت عن الاخر فيما يتعلق باللغة والثقافة والعادات واصبح هناك ما يميز شعب دون الاخر. ومن اهم أوجة التنوع الثقافى بين الشعوب هى لغة الموسيقي، والتى تعتبر من اكثر الألوان وضوحا بين عادات الشعوب فى اى مكان.
فهناك شعوب شرقية وهناك شعوب غربية ولكل منهم موسيقي خاصة به. تظهر فيها طبيعة هذا الشعب وثقافته. حيث تعتمد الموسيقى الشرقية على مايسمى بالمقامات الموسيقية ، وهذه المقامات متنوعة وعددها كبير جدا. ولكن أهمه هم ثمان مقامات يشكلون العائلات الأساسية للمقامات الشرقية وتتفرع منهم مقامات فرعية أخرى .
وتعتمد الموسيقي الغربية على السلالم الموسيقية وهى تنحصر مابين السلم الكبير ( Major ) والسلم الصغير ( Minor ) ولكن تتنوع الموسيقي الغربية فيما يعرف بعلم الهارمونى والذى يشمل الكوردات الموسيقية والتالفات المختلفة.
اهم المقامات الشرقية الاساسية
هناك الكثير والكثير من مقامات الموسيقي الشرقية ولكن نذكر منها اهم ثمان مقامات والتى تمثل العائلات الاساسية للموسيقي وهم منقسمين الى جزأين :
- الأول هو المقامات التى تخلو من الربع تون وتعزف على التون والنصف تونز وهم اربعة مقامات مهمة ( العجم والكرد والحجاز والنهاوند )
- الثانى هو المقامات التى تحتوى على ربع تون وهم اربعة مقامات مهمة ( البياتى والصبا والراست والسيكاه )
سلالم الموسيقي الغربية ومايقابلها من مقامات الموسيقي الشرقية
وتتشابه سلالم الموسيقي الغربية فقط مع المقامات الشرقية الاربعة التى لا تحتوى على ربع تون. إذ أنه لايمكن أن يكون هناك مايقابل السلالم الغربية من تلك المقامات التى تحتوى على ربع تون، ذلك لأن التكوين الخاص بها يكون مختلفا بشكل كلى عن السلالم الغربية التى لا تحتوى على ربع تون ولا تستخدمه فى تكوينها.
إذا فإن السلم الماجور ( الكبير ) والسلم الماينور ( الصغير ) فى الموسيقي الغربية يمكن أن يجدوا ما يقابلهم من المقامات الشرقية التى لاتحتوى على ربع تون مثل مقام العجم والحجاز والكرد والنهاوند. وسنتعرف على ذلك بالتفصيل من خلال مايلى.
واولا نستعرض السلم الماجور فى الموسيقي الغربية حيث نجده يقابل مقام العجم فى الموسيقي الشرقية. ذلك لأنه يحمل نفس التكوين ونفس الأبعاد النغمية ونفس النغمات ولكن يختلف المسمي حسب الموسيقي والثقافة، ففى الموسيقي الشرقية يعرف بمقام العجم أما فى الموسيقي الغربية فيعرف بالسلم الماجور أو السلم الكبير أو " Major ".
فمثلا مقام العجم فى الموسيقي الشرقية من درجة دو والذى تتكون نغماته من " دو - رى - مي - فا - صول - لا - سي - دو " هو نفسه السلم الكبير أو السلم الماجور فى الموسيقي الغربية حيث يقابل سلم دو الكبير أو دو ماجور والذى تتكون نغماته الموسيقية من نفس النغمات السابقة لمقام العجم.
السلم الماينور ( الصغير ) ومايقابله من مقامات موسيقية شرقية
تعرفنا سابقا على السلم الماجور ومايقابله من المقامات الشرقية. نتعرف الان على السلم الماينور أو السلم الصغير فى الموسيقي الغربية حيث نجده يقابل مقام النهاوند فى الموسيقي الشرقية. فمثلا سلم دو الصغير أو دو ماينور " C Minor Scale " والذى تتكون نغماته الموسيقية من ( دو - رى - مي بيمول - فا - صول - لا بيمول - سي بيمول - دو ) هو نفسه مقام النهاوند فى الموسيقي الشرقية والذى يتكون من نفس النغمات السابق ذكرها.
ولأن مقام النهاوند هو خليط ما بين النهاوند والحجاز والكرد، حيث يحتوى فى تكوينه على هذا المزيج الطربي الرائع من مقام الكرد والحجاز. فإن السلم الصغير أو السلم الماينور فى الموسيقي الغربية يقابل مقام الكرد والحجاز أيضا.
وبناء عليه فإن أى مقطوعة موسيقية أو أغنية تعزف على مقام الكرد أو مقام الحجاز أو مقام النهاوند فى الموسيقي الشرقية فإنها تعزف على السلم الماينور أو السلم الصغير فى الموسيقي الغربية مع أختلاف درجة الركوز فى اللحن.
لمزيد من الشرح العملى والتوصيحى بالتفصيل يرجى مشاهدة فيديو الشرح التالى: