أساسيات التقسيم الشرقي ووظائف النغمات / القرار - الجواب - الغماز - الحساس - الظهير
الموسيقي الشرقية هى موسيقي غنية جدا بمحتواها ومقاماتها ونغماتها والتفرعات المشتقة من المقامات، مما يعطى مجالا واسعا جدا للأبداع الموسيقي والفنى فى الموسيقي الشرقية. وكذلك هناك كم كبير من المقامات والتقسيمات التى يمكن من خلالها تقديم محتوى غير متكرر وأبداعى فى الموسيقي الشرقية.
ولا تتوقف الموسيقي العربية أو الشرقية تحديديا على عزف المقطوعات أو الأغانى فقط. أنما ترتقى الى ماهو أبعد من ذلك، إلى مجال التقاسيم الشرقية وأخراج مقطوعات نغمية مبتكرة تجعل المرء قادر على التلذذ بمذاق الموسيقي وخصوصا الموسيقي الشرقية.
الموسيقي الشرقية والموسيقي الغربية
وكما ذكرنا فإن السبب الرئيسى وراء غنى وتفوق الموسيقي الشرقية على غيرها من الأشكال الموسيقية الغربية المنتشرة فى العالم، هو تعدد المقامات الشرقية والعربية. حيث يوجد 9 عائلات أساسية للمقامات الشرقية وهى مقام العجم ومقام الكرد ومقام النهاوند ومقام الحجاز ومقام النكريز ومقام البياتى ومقام الراست ومقام السيكاه ومقام الصبا. وتتفرع منهم العديد والعديد من المقامات والتى تصل الى مايقرب من أزيد من 50 مقام شرقي فرعى من المقامات الأساسية.
وعلى العكس فإن الموسيقي الغربية موسيقي فقيرة فى محتواها وسلالمها، فهى لا تحتوى إلا على سلمين فقط وهم السلم الكبير والسلم الصغير ( Major - Minor ) فالأبداع محدود فى الموسيقي الغربية لقلة السلالم وقلة القوالب التى يمكن العزف عليها. وبالطبع فإن الموسيقي الغربية تلجأ إلى ما يعرف بعلم الهارمونى الموسيقيى والمبنى عليه الموردات الموسيقية والتى تعوض هذا النقص فى السلالم الغربية.
وظائف النغمات الشرقية ودورها فى التقسيم الشرقي
النغمات الشرقية متعددة ولها دور كبير فى التقسيم الشرقي حيث تقوم كل نغمة من النغمات الآتى ذكرها بدور مهم فى العزف الشرقي والتقسيم وأنتاج المقطوعات.
ويتكون أى مقام شرقي من 8 نغمات. فمثلا أذا تناولنا مقام النهاوند كمثال فأنه يتكون صعودا من " دو - رى - مى بيمول - فا - صول - لا بيمول - سي - دو " وهبوطا من " دو - رى - مى بيمول - فا - صول - لا بيمول - سي بيمول - دو ". ومن خلال الشرح التالى سنتعرف وظائف النغمات الموجودة بداخل مقام النهاوند والتى يمكن تطبيقها بالمثل على باقى المقامات الشرقية.
أولا : نغمة القرار
وتعتبر نغمة القرار هى أهم نغمة فى المقام الشرقي حيث تعتبر هى درجة ركوز المقام. وإذا قمنا بوضع تعريف لقرار المقام فإنه: هو الدرجة الأولى أو أول نغمة فى المقام وهى نغمة الركوز وتحصل على الجزء الأكبر من التكرار أثناء العزف.
وتعتبر نغمة القرار هى أول نغمة فى المقام، فمثلا فى مقام النهاوند فإن قرار المقام هو نغمة دو وهى النغمة التى يبدأ بها المقام وتعتبر نغمة ركوز أساسية لكل الألحان أو الأغانى أو المقطوعات التى تعزف على مقام النهاوند حيث ينتهى ويبدأ بها اللحن فى الغالب.
ثانيا : نغمة الجواب
نغمة الجواب هى النغمة التى ينتهى بها المقام وهى فى الغالب نفس نغمة البداية ولكن فى الأوكتاف الأعلى. فمثلا فى مقام النهاوند فإن جواب المقام هو نغمة دو ولكن دو التى توجد فى الأوكتاف العالى. ويمكن تعريف نغمة الجواب بأنها: النغمة الثامنة فى المقام وهى نفس نغمة القرار ولكن فى الأوكتاف الأعلى.
ثالثا : نغمة الغماز
وهى من أهم نغمات المقام حيث يتم الأعتماد عليها وتكرارها كثيرا فى العزف بعد نغمة القرار. ويمكن تعريفها بأنها: هى النغمة المسيطرة التى يتم تكرارها كثيرا بعد القرار وفى الغالب تستعمل لبدء الجنس التالى.
فالعازف يستخدم غماز المقام لبدء الجنس التالى فى تكوين المقام. فمقام النهاوند يتكون من الجذع أو جنس الأصل وهو جنس نهاوند من درجة دو ويلية جنس الفرع وهو جنس حجاز أو جنس كرد من درجة الصول. وهنا فإن غماز المقام يكون أو نغمة فى بداية جنس الفرع أى أن غماز مقام النهاوند هى نغمة صول.
رابعا : نغمة الحساس
وتستخدم عادة فى وضع لمسات خفيفة قبل عزف نغمة القرار أو الجواب فى المقام. حيث يمكن أن يبدأ بها العازف العزف الخاص به بدلا من البدأ بالقرار أو الجواب وتستخدم كثيرا فى التقاسيم الشرقية. ويمكن تعريف حساس المقام بأنه النغمة التى تسبق القرار أو الجواب بنصف درجة صوتية. وفى مقام النهاوند فإن حساس المقام هو نغمة سي.
خامسا : نغمة الظهير
وهى النغمة التى تدعم القرار وتؤدى اليه ، ويمكن البدء بها فى العزف وتبعد عن القرار بأكثر من نصف صوت. حيث يميل العازف فى الكثير من الأوقات أن يبدأ العزف بالنغمة التى تسبق نغمة القرار بدرجة صوتية كاملة وذلك لأعطاء بعد الدعم الفنى لنغمة القرار أو كنوع من التغيير من أستخدام نغمة القرار لبدء المقطوعة الموسيقية. وظهير مقام النهاوند هى نغمة سي بيمول التى تسبق القرار.
- لمزيد من الشرح بالتفصيل يرجى مشاهدة فيديو الشرح التالى :