تعلم التقاسيم على الأورج والمقامات الشرقية - مع شرح عملى على مقام الصبا
الموسيقي هى لغة التعبير الأول فى الكون عن المشاعر والروح والنفس الأنسانية. بل هى تمثل الغذاء الذى تتغذى به الروح والنفس. وتتنوع الدروب الموسيقية والأشكال والألوان الفنية حسب ثقافة البلاد والقارات والشعوب والأمم. ولكل شعب طريقة خاصة فى التعبير عن ما هو موجود بداخلة من مشاعر ومن أمكانيات ومن طاقة يمكن أن تستخرج فى شكل نغمات وكلات وألحان.
وكما ذكرنا هذا التنوع الكبير ما بين ألوان الموسيقي سواء الشرقية أو الغربية يثرى الوسط الفنى بكل ما هو متنوع لخدمة الأنسانية والذوق الفنى فى مختلف البلاد. وفى هذا الموضوع نتحدث عن شئ أبداعى ومهم لكل شخص يعزف الموسيقي وتحديدا لكل عازفى الموسيقي الشرقية والمقامات.
فالموسيقي الشرقية لا تقتصر فقط على عزف الألحان والأغانى والنغمات إنما هى تمتد لما هو أكثر أبداعا من ذلك، حيث يطلق العازف العنان لمخيلته الموسيقية فيبدع ويتألق من خلال العزف والأبداع على المقامات الشرقية المختلفة ويقوم بما هو معروف ومتداول عن الكثيرين من الموسيقيين الشرقيين ألا وهو التقاسيم الفنية على المقامات.
أساسيات تعلم التقاسيم على المقامات الشرقية
كما ذكرت أن التقسيم على المقامات الشرقية وأستخراج نغمات موسيقية جديدة ومبدعة على المقام نفسة ، أنما ينبع فى المقام الأول من موهبة وفطرة ومخيلة العازف. ولكن هناك أساسيات وأساليب مهمة يجب على العازف أن يتعلمها حتى يتعرف على كيفية التقسيم بشكل صحيح على المقام كما يفعل كبار الموسيقيين.
ولعل من أهم أساسيات التقسيم على أى مقام شرقي هو تعلم الأجناس والفروع الخاصة بالمقام الموسيقي. فالمقام فى الأساس يتكون من ثمان نغمات، وتنقسم الثمان نغمات الخاصة بالمقام الموسيقي إلى أجناس وفروع. فهناك جنس الأصل أو ما يعرف بالجذع الخاص بالمقام. وهو عبارة عن أول أربع نغمات فى المقام ويجب أن يكونوا مطابقين لأول أربعة نغمات فى المقام الرئيسي الذى تتكون منه العائلة الموسيقية.
فعلى سبيل المثال، لو كان لدينا مقام مثل مقام حجاز كار كرد. وهو ينتمى لعائلة مقام الكرد، فإن أول أربعة نغمات فيه أو ما يعرف بجنس الأصل أو الجذع يجب أن يكونوا مطابقين لأول أربعة نغمات فى مقام الكرد نفسه. وهكذا الحال لباقى المقامات.
أما الجزء الثانى من النغمات فهو يمثل جنس الفرع وهو الذى يتمثل فى الأربعة نغمات الأخيرة من المقام. وقد يتكون المقام من جنس أصل أو جذع وعدة فروع أخرى وليس فرع واحد.
طريقة تعلم التقاسيم بأستخدام الأجناس والفروع
كما ذكرنا أنه من خلال حفظ الأجناس والفروع الخاصة بالمقام، يتعين على العازف أن يقوم بعزف جمل موسيقية من وحى أبداعه وخياله الموسيقي على كل جنس على حدى، سواء جنس الأصل أو الفروع. وفيما يلى نتعلم مثال عملى تطبيقى على طريقة التقسيم على مقام من أشهر مقامات الموسيقي الشرقية وهو مقام الصبا.
التقاسيم على مقام الصبا
مقام الصبا هو مقام مشهور جدا ومنتشر كثيرا فى الموسيقي الشرقية سواء فى الأغانى القديمة أو الحديثة. ويرتكز مقام الصبا على درجة " رى " وهو يتكون من ثمان نغمات كالاتى : رى - مى نصف بيمول - فا - صول بيمول - لا - سي بيمول - دو - رى بيمول. وهو يعتبر من المقامات الناقصة حيث ينتهى بنغمة غير نغمة البداية.
فقرار مقام الصبا هو نغمة رى أو ما تعرف بنغمة دوكاه فى السلم الموسيقي العربي، أما جوابه فهو نغمى رى بيمول وليس نغمة رى. لذلك فهو يعتبر من المقامات الناقصة. وإن كانت بعض المراجع الموسيقية الشرقية تجيز أستخدام نغمة رى فى بعض الأحيان بدلا من نغمة رى بيمول.
أجناس مقام الصبا
وإذا تحدثنا عن أجناس مقام الصبا والتى أذا عرفناها جيدا تمكننا من عمل تقاسيم موسيقية على الأجناس الخاصة بالمقام. فأجناس المقام عبارة عن الجذع أو جنس الأصل وهو جنس صبا من درجة رى ويتكون من " رى - مى نصف بيمول - فا - صول بيمول ". أم جنس الفرع فى مقام الصبا فهو متعدد للعديد من الفروع.
فجنس الفرع الأول لمقام الصبا هو جنس صبا زمزم من درجة لا وهو منفصل فى الجمع عن جنس الأصل ويتكون من " لا - سي بيمول - دو - رى بيمول ". أما بخصوص جنس الفرع الثانى فى مقام الصبا فهو جنس حجاز من درجة فا ويتكون من النغمات التالية " فا - صول بيمول - لا - سي بيمول.
وإذا أردنا التقسيم على مقام الصبا ينبغى أن نأخذ جنس تلو الآخر ونقوم بعمل جمل موسيقية على كل جنس على حدى، وبعدها نقوم بعمل تقسيم على كامل أجناس المقام وفروعه. ولمعرفة طريقة الشرح العملى وتعلم طريقة التقسيم العملية يرجى مشاهدة فيديو الشرح التالى: