تختلف الأنواع والأشكال والقوالب الموسيقية من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى. فهناك المئات من الألوان الموسيقية المنتشرة حول العالم والتى تحدد هوية وثقافة الشعوب بمختلف عاداتها وتقاليدها. وتعتبر الموسيقي الشرقية ومافيها من مقامات، وكذلك الموسيقي الغربية بما فيها من سلالم موسيقية، هم أكثر أنواع الموسيقي أنتشارا حول العالم.
ولأن الثقافات العالمية أصبحت مرتبطة بعضها البعض، لما وصل إليه العالم من قدرة على التواصل والتقارب بين البلاد والدول، لذلك أصبحت الألوان الموسيقية متقاربة ومختلطة بعضها مع البعض.
ومن هذا القبيل كان لابد من تفسير تقارب الموسيقي الشرقية من الموسيقي الغربية والتعرف على أوجة الشبه فيما بينهم. وفيما يلى نستعرض معا خلال هذا الموضوع أو جة الشبه والتقارب بين الموسيقي والسلالم الغربية ومايقابلها من المقامات الشرقية.
السلالم الغربية والمقامات الشرقية
كما ذكرنا سابقا أن هناك تنوع فى أنواع الموسيقي بين الغربي والشرقي. ويمكن القول بأن الموسيقي الغربية تعتمد فى تكوينها على سلمين أساسيين هما السلم الماجور والسلم الماينور بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التآلفات الموسيقية الهارمونية التى تعرف بأسم الكوردات الموسيقية.
أما الموسيقي الشرقية فهى تعتمد بشكل رئيسى وأساسى على مجموعة كبيرة من المقامات الشرقية والتى تتنوع فيما بينها بحيث يتم أستخدام الربع تون الشرقي فى بعض من هذه المقامات ومقامات أخرى لايتم أستخدام الربع تون فيها. وقد يصل عدد هذه المقامات الموسيقية الشرقية إلى مايقرب من 94 مقام موسيقي شرقي.
وبخصوص هذه المقامات الشرقية فإن أشهر هذه المقامات هم ثمان مقامات هامة فى الموسيقي الشرقية، ومنهم أربعة مقامات يتم أستخدام الربع تون الشرقي فيها وهم ( مقام الراست والبياتى والصبا وهزام السيكاه )، أما المقامات الأربعة الأخرى التى لايتم أستخدام الربع تون فيها فهى ( مقام العجم والكرد والحجاز والنهاوند ).
السلالم الغربية ومايقابلها من المقامات الشرقية
وتتشابه سلالم الموسيقي الغربية فقط مع المقامات الشرقية التى لا تحتوى على ربع تون. إذ أنه لايمكن أن يكون هناك مايقابل السلالم الغربية من تلك المقامات التى تحتوى على ربع تون، ذلك لأن التكوين الخاص بها يكون مختلفا بشكل كلى عن السلالم الغربية التى لا تحتوى على ربع تون ولا تستخدمه فى تكوينها.
إذا فإن السلم الماجور والسلم الماينور فى الموسيقي الغربية يمكن أن يجدوا ما يقابلهم من المقامات الشرقية التى لاتحتوى على ربع تون مثل مقام العجم والحجاز والكرد والنهاوند. وسنتعرف على ذلك بالتفصيل من خلال مايلى.
وفى البداية نستعرض السلم الماجور فى الموسيقي الغربية حيث نجده يقابل مقام العجم فى الموسيقي الشرقية. ذلك لأنه يحمل نفس التكوين ونفس الأبعاد النغمية ونفس النغمات ولكن يختلف المسمي حسب الموسيقي والثقافة، ففى الموسيقي الشرقية يعرف بمقام العجم أما فى الموسيقي الغربية فيعرف بالسلم الماجور أو السلم الكبير أو " Major Scale ".
فمثلا مقام العجم من درجة دو والذى تتكون نغماته من " دو - رى - مي - فا - صول - لا - سي - دو " هو نفسه السلم الكبير أو السلم الماجور فى الموسيقي الغربية حيث يقابل سلم دو الكبير أو دو ماجور والذى تتكون نغماته الموسيقية من نفس النغمات السابقة لمقام العجم.
السلم الماينور ومايقابله من مقامات شرقية
وكما تعرفنا على السلم الماجور ومايقابله من المقامات الشرقية. نتعرف على السلم الماينور أو السلم الصغير فى الموسيقي الغربية حيث نجده يقابل مقام النهاوند فى الموسيقي الشرقية. فمثلا سلم دو الصغير أو دو ماينور " C Minor Scale " والذى تتكون نغماته الموسيقية من ( دو - رى - مي بيمول - فا - صول - لا بيمول - سي بيمول - دو ) هو نفسه مقام النهاوند فى الموسيقي الشرقية والذى يتكون من نفس النغمات السابق ذكرها.
وبما أن مقام النهاوند هو خليط ما بين النهاوند والحجاز والكرد، حيث يحتوى فى تكوينه على هذا المزيج الطربي الرائع من مقام الكرد والحجاز. فإن السلم الصغير أو السلم الماينور فى الموسيقي الغربية يقابل مقام الكرد والحجاز أيضا.
ولذلك فإن أى مقطوعة موسيقية أو أغنية تعزف على مقام الكرد أو مقام الحجاز أو مقام النهاوند فى الموسيقي الشرقية فإنها تعزف على السلم الماينور أو السلم الصغير فى الموسيقي الغربية مع أختلاف درجة الركوز فى اللحن.
لمزيد من الشرح العملى بالتفصيل يرجى مشاهدة فيديو الشرح التالى:
دكتور أحمد ربّاع . يسعدني أن أخبركم بإصدار نسخة جديدة مصححة ومنقحة لكتابي " تاريخ علوم الموسيقى عند العرب وعند العجم" بصيغة بدف pdf وإنها رهن إشارتكم للاطلاع عليها أو لنشرها في موقعكم المحترم . تحياتي . http://donvalmusicalacoustics.org/indexAR.html
إرسال ردحذفاهلا بك .. ارجو ارسالها الي البريد الالكتروني الخاص بي .. وشكرا جزيلا :
حذفmina.labib2013@gmail.com