الإيقاع الموسيقي واللحن وأنواع وأوزان الإيقاعات الموسيقية


الإيقاع الموسيقي واللحن وأنواع وأوزان الإيقاعات الموسيقية

تقوم الموسيقي اليوم كلها على الإيقاع والذى يبلغ من التعقيد فى أغلب الأحيان ما يثير الدهشة. وفى بداية تدوين الإيقاع لم يكن قد أجرى تقسيمه إلى وحدات الأوزان المعروفة حاليا. إّ لم يتحقق هذا إلا منذ 1150 م ، عندما بدأ هذا الأسلوب من التدوين يشق طريقه فى بطء إلى الحضارة العربية حيث سميت موسيقاه بالموسيقي المقيسة.

فأحدثت هذه الطريقة تغيرات أنقلابية فى جانبين متعارضيين فقد أدت إلى إطلاق الموسيقي من قيودها، كما أنها كبحت أنطلاقها، فى الجانب الثانى. وأكثر الموسيقي التى بقيت لنا إلى ذلك العهد تمثلت بموسيقي غنائية وضعت لتصاحب كلمات منثورة أو منظومة، ومن عهد الإغريق حتى عصر إزدهار الغناء الجريجورى ظل الإيقاع طبيعيا لا يتقيد إلا بأوزان الكلام المنثور أو المنظوم، ولم يكن من المستطاع تدوين هذا النوع من الإيقاع فى شئ من الصحة.

أنواع الإيقاع

وكانت أنواع الإيقاع التى أمكن تدوينها بنجاح فى بداية الأمر بهذه الطريقة، أكثر أنتظاما ومن ثم أصبح لهذه الخطة الجديدة أثار عديدة بعيدة المدى، فبفضلها تحررت الموسيقي وخرجت من دائرة أعتمادها المطلق على الكلمات وأصبح لها بناؤها الإيقاعي المستقل، كما أمكن عن طريقها أيضا أستعادة أوزان الإيقاع التى قام بوضعها المؤلفون وأنتقالها من جيل إلى آخر فى المنهج الغربي.

إلا أن موسيقانا الشرقية العربية لاتزال غير مستقلة لكونها مرتبطة إلى الوقت الحاضر بالغناء. برغم وجود التلحين الحر من السماعيات والقطع وغيرها والتى مازالت تلحن للألة الموسيقية لكن بطابع غنائى. ولذلك لاتزال الصورة الغنائية مرافقة لموسيقانا كسمة واضحة وظاهرة وبارزة.

مفهوم المعنى الموسيقي

ومن خلال دراسة معنى الموسيقي وطبيعتها الجمالية نرى أن مفهوم المعنى الموسيقي قد أصبح مزدوج الدلالة فى التحليل والتفكير والنقد الجمالى الحديث. فمن جهة نجد أن الموسيقي التى تؤلف ضمن النطاق المنهجى النابع من العالم الغربي تقوم ويحكم عليها من خلال قيم شكلية، حيث لايهدف العمل الموسيقي، ضرورة إلى وضوح المعنى وإنما يقتصر على نقل حالة نفسية معينة. ومن جهة أخرى نجد أن الموسيقي يعمل بها من خلال سلامة أتجاهها. حيث يستهدف العمل الموسيقي الوضوح والبساطة.

وليس للشكل فعالية إلا إذا كان يزيد من تأثير العرض الواقعى للمضمون. وبذلك فإن الموسيقي فى العالم الغربي محدودة فى معناها، ذاتية فى تقويمها نظرا إلى أهمية المعالجة الشكلية التى يقوم بها المؤلف الموسيقي لأفكارة الموسيقية أو المضمون، معتمدا على عناصر الموسيقي من إيقاع ولحن وأنسجام وغيرها فى إظهار ذلك.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -