مهارة أستخدام البيتش " أداة التمويج الصوتى "

مهارة أستخدام البيتش " أداة التمويج الصوتى "

مع التقدم التكنولوجى والفنى المتزايد حولنا يوما بعد يوم، نجد الكثير من المجالات التى تستخدم التكنولوجيا الحديثة لكى تطور من الأداء والكفاءة والأستخدام. ومن هذه المجالات هو المجال الفنى الموسيقي وكل ما يختص به من وسائل تكنولوجية حديثة. حيث لا تعتمد الموسيقي فقط على الدراسة والتعليم الموسيقي، إنما تقوم بشكل كبير على التكنولوجيا الصوتية ومايتعلق بها من برامج وأدوات مختلفة. تعمل هذه الأدوات على دفع مسيرة الفنون الحديثة إلى الأمام.

ولايمكن أن نفصل مابين تكنولوجيا الصوتيات وبين الفن الموسيقي. فكلاهما يرتبط بالآخر بحيث لايمكن أن يستغنى أى منهم عن الإرتباط الوثيق فيما بينهم. فتكنولوجيا الصوتيات هى التى تصيغ الفن الموسيقي وتخرجه فى أحسن الأشكال والعروض. وهذا هو الحال فى كل البلاد التى تستخدم الموسيقي وأيضا فى كل شركات إنتاج الأجهزة الفنية الموسيقية.

ولعل واحد من أهم صور التطور الفنى والصوتى هو تلك الأداة الموجودة فى أغلب الألآت الموسيقية المتطورة. وتعرف هذه الأداة بأسم " البيتش " أو أداة التمويج الصوتى، التى تتعدد أستخداماتها وطرق أستعمالها وتتنوع فى العديد من المجالات الفنية التى تخدم العازفين والموزعين والمنتجين للأعمال الموسيقية. وهى تعتبر أداة حديثة لايمكن تجاهلها فى العزف والمقطوعات الموسيقية.

وتعتبر أداة " البيتش " الموجودة فى أغلب الأورجات الشرقية من أهم الأدوات التى تؤهلك للأحتراف فى عزف الأورج. فهى مسئولة عن تمويج الصوت وكذلك لها الكثير من الأستخدامات الأخرى والتى سنتعرف عليها بالتفصيل فى هذا الموضوع وكذلك سنتعرف على أهميتها وكيف نتعامل معها وأيضا ماهى الأصوات المناسبة لأستخدام البيتش، وكذلك الأشكال والأنواع المختلفة لها والتى توجد فى الأورجات الشرقية.

وظيفة أداة التمويج الصوتى

تعرفنا من قبل أنه يوجد درجة كاملة أو نصف درجة من الأتوان بين كل نغمة أو أخرى. وهذه الدرجات الصوتية هى التى تميز نغمة عن غيرها. فلا يمكن أن تكون كل النغمات ذات بصمة صوتية واحدة وإلا لم تكن هناك إلا نغمة واحدة فقط! وهذا يستحيل. لذلك أتى هذا التنوع فى الأصوات والنغمات المختلفة بحيث يستطيع المستمع أن يميز ويتعرف على كل صوت ويتذوقه بشكل يختلف عن الآخر. وعند الأنتقال بين النغمات نلاحظ وجود فاصل فى النقلة الموسيقية فيما بينهم. فمثلا إن إنتقلنا من نغمة " فا " إلى نغمة " صول " فنجد أن يوجد فاصل فى حدة الصوت فيما بينهم.

وهذا الأنتقال لا يعطينا صوتا متصلا بين النغمتين، مثلما يحث فى الألات الوترية والتى يستطيع العازف فيها أن ينتقل بين عدة نغمات بدون فوارق أو فواصل صوتية من خلال تحكمه بطريقة وضع الأصابع وتحريكها على الوتر الواحد دون الحاجة لرفع يده. مما يؤدى إلى إخراج هذا الصوت المتصل بين النغمات كما لون أن هناك جسر من النغم لا يفصله شئ ولا يقطعه حد.

ومن هنا أتت وظيفة مفتاح التمويج الصوتى حيث يقوم بصهر ودمج النغمات معا بدون ملاحظة أى فاصل موسيقي بينهم. فهى وظيفة الكترونية حديثة تقوم بالتعويض عن الدور الذى يمكن عزفه فى الألآت الطبيعية وخصوصا الوتريات. ففى أغلب الأورجات الشرقية أو الغربية تتعدد وظيفة هذة الأداة بحيث إن حركناها جهة اليمين فأنة ينقلنا إلى النغمة الأعلى بمقدار تون كامل وبدون أى فاصل. فمثلا إذا كنت تضع يدك على مفتاح نغمة " دو " وقمت بتحريك أداة البيتش إلى جهة اليمين فأنه ينقلك إلى النغمة الأعلى منها بمقدار تون أو درجة صوتية كاملة وهى نغمة " رى ".  وهكذا إن حركناها إلى جهة اليسار فإنه يقوم بنقلنا إلى النغمة الأقل بمقدار تون أى إلى نغمة " سي بيمول "  ولكن بدون فواصل فى التون.

وبالطبع من خلال وسائل التحكم فى الوظائف الداخلية للأله الموسيقية يمكن تعديل القيمة الزمنية لهذه الأداه، بحيث لا تقتصر فقط على نقل النغمات بمقدار درجة صوتية واحدة فقط. إنما يمكن أن نعدل هذه القيمة لتصبح بمدى أنتقال مقداره درجتين صوتيتيين. وفى بعض الأحيان يقوم العازفين بتعديلها إلى مقدار نصف درجة صوتية بحيث يكون التحكم فى الحساسية الخاصة بهذه الأداة أكثر قوة وسرعة فى الأنتقال ما بين النغمات. ولكن بالطبع يفضل أن نتركها على وضعها الطبيعى مثلما تم برمجتها من قبل الشركة المصنعة حيث تم ضبطها بمقدار تون واحد.

وفى أغلب الأورجات الحديثة لا تقتصر وظيفتها على تحريكها فقط يمينا ويسارا. لكن توجد وظيفه أخرى لأداة البيتش وهى رفع الأداه إلى أعلى حيث تقوم بعمل " Vibrato "، أى أهتزاز فى الصوت. وبالطبع فإن هذه الوظيفة لها قيمة كبيرة فى إضافة التأثير الطبيعى الذى يحدث عند عزف الألآت الموسيقية الحيه مثل " الفلوت " أو " الناى ". فهذه الألآت يمكن للعازف أن يقوم عند العزف عليها بعمل إهتزازات فى النغمات الخارجة منها مما يؤدى إلى إخراج صوت متميز.

لذلك فأداة التمويج الصوتى الألكترونية الغرض منها هو إعطاء هذه المؤثرات الموجودة فى الألات الطبيعية وإضافتها على الألات الألكترونية. وهو نوع من إعطاء العازفين مزيدا من القدرات الأبداعية والتى يحاكى فيها العازف الألآت الحية. وإذا تحدثنا عن وظيفة أخرى لهذه الأداه فسنتناول تحريكها إلى الأسفل حيث يختلف دورها من أورج إلى أخر فى هذه الوظيفة.

فنجد فى بعض الأجهزة أن وظيفتها عند التحريك بإتجاه الأسفل هو عمل ما يسمى ب " Fade Out " للصوت إى إنهاء الصوت المعزوف بشكل تدريجى من الأعلى إلى المنخفض حتى ينتهى الصوت تماما. ونجد هذه الوظيفة بشكل آخر فى أورجات أخرى حيث تعلم على كتم الصوت بمقدار معين أو إضافة بعض المؤثرات المختلفة على الصوت المعزوف.

أشكالها المختلفة

يوجد العديد من الأشكال المختلفة لأداة التمويج الصوتى فى الأورجات. ويختلف الشكل من أورج إلى أخر حسب نوع الأورج وحسب إصداره. فهى تتطور مع تطور الأورج نفسه، فكلما كان حديثا إزدادت حداثتها معه. ففى الأورجات الخاصة بالمبتدأين والمتوسطين تكون الأداة على شكل بكرة يتم أستخدامها إلى أعلى وإلى أسفل فقط. حيث تنقل النغمات إلى التون الأعلى والتون الأقل عند اللعب بها، وهذا كما نرى فى أجهزة مثل "ياماها 300" أو "ياماها 350" أو ياماها 1000. ولكن تختلف هذه الأداة وتتطور فى أجهزة أخرى مثل أورج "ياماها 700" حيث توجد على شكل بكرتين أحداهما للتلاعب فى النغمات من أعلى إلى أقل والأخرى لعمل إهتزاز فى الصوت.

أما فى الأجهزة الأحترافية الحديثة سواء فى " ياماها " أو " كورج " بمختلف أشكاله أو الرولاند فإن شكل الأداه يجمع مابين كل الأشكال السابقة والوظائف فى أداة واحدة. حيث نجد هذه الأداة قد تطورت لتجمع مابين الوظائف التى نستخدمها بتحريك الأداة يمينا ويسارا وكذلك الوظائف التى نحصل عليها حينما تتحرك إلى الأعلى وإلى الأسفل. ولكن كلها مجتمعة معا فى أداة واحدة غير منفصلة كما ذكرنا بأنها مرتبطة بحداثة وتطور الجهاز الموسيقي.

أشكال البيتش

الأصوات التى تعمل معها وطريقة أستخدامها

بالطبع لايمكن أستخدام كل الأصوات مع أداة البيتش ولكن هناك أصوات مخصصة يمكن أستخدامها والعزف بها عند أستخدامها. فمن قاموا بتصنيعها كان عندهم غرضا معينا منها ألا وهو أن تقوم بإضافة المؤثرات المختلفة التى تمكن العازف من محاكاة الألآت الموسيقية الطبيعية، لذلك فهى لا تصلح مع كل الأصوات.

وتتنوع هذه الأصوات المستخدمة من خلال أداة التمويج الصوتى حيث نجدها تستخدم مع أصوات تعرف بأسم " Synthizer ". وهى مجموعة أصوات ألكترونية معمولة خصيصا لهذه الأداه وتمتاز بتعدد أستخدامها فى التوزيع الموسيقى والفرق الفنية. وكذلك يمكن أستخدام أداة " البيتش " مع أصوات بعض الألات الحقيقية مثل أله الكمان والناى. حتى نعطى الإيحاء الطبيعى لهذه الألة الموسيقية وحتى يتمكن العازف من إخراج نغمات مقاربة للعزف الطبيعى.

وبالطبع يوجد العديد من الأصوات التى لايصلح أستخدامها مع هذه الأداة. فهى كما قلنا بأنها أداة مصممة لنوعية معينة من الأصوات. وتوجد أمثلة عديدة لأصوات الألآت الموسيقية التى لايمكن أن نستخدم فيها هذه الأداة مثل صوت الوتريات. فمن الطبيعى عند عزف الوتريات وهى مجموعة من ألة الكمان التى تعزف معا وفى وقت واحد، أن لا يتم أستخام التمويج الصوتى فى عزفها مجتمعة معا. وأيضا صوت البيانو حيث لا يمكننا أن نرى أى عازف للبيانو الحقيقى يقوم بعمل تمويج فى الصوت بين النغمات فهذا لايحدث أبدا.

يوجد العديد والعديد من الأستخدامات لأداة البيتش سواء فى التوزيع الموسيقي أو العزف اللايف أو برامج الميديولات وتركيب الأصوات بالكمبيوتر وغيرها. وبالطبع يعتبر أستخدامها من المهارات الأحترافية فى الأورج. ولكن أفضل أستخدام يمكن أن نبدأ به وخصوص لو كان العازف مبتدأ فهو أن يتم أستخدام هذه الأداه فى أماكن الوقوف اللحنية.

بمعنى أن اللحن الموسيقي يحتوى على العديد من النغمات التى تعزف بسرعة وكذلك نغمات أخرى تعزف ببطء أو يكون هناك وقفات فيها. لذلك أفضل مكان يمكن أن نعزف فيه بهذه الأداة هو ذلك المكان الذى تقف فيه فى اللحن. وهو ما يعرف بأسم السكتات اللحنية أو الأرتكازات النغمية. وهذا بالطبع موجود فى كل الألحان الموسيقية المختلفة. فإستخدام أداة التمويج الصوتى يضيف نوعا من الرونق والتجميل اللحنى للموسيقي. وتدريجيا يتمكن العازف من أستخدام البيتش فترة تلو الأخرى ويتمكن منها بأحتراف.

للتدريب العملى شاهد هذا الفيديو :




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -