شرح السلم الخماسى الكبير والصغير مع التدريب العملى

شرح السلم الخماسى الكبير والصغير مع التدريب العملى

عالم الموسيقي هو عالم كبير ممتلئ بألوان متعددة من الفنون والنغمات والمقامات. حيث تتحكم فيه الهندسة الفنية التى تبدع فى تكوين أبعاد متناسقة مابين مجموعة معينه من النغمات، فتكون لنا شكل موسيقي معين أو ما نعرفه بأسم سلم أو مقام نغمى ينتج من إتحاد مجموعة معينة من الدرجات الصوتية المتراصة بطريقة هندسية بديعة مكونه نغم فريد يعرف بالقالب اللحنى. وتلك الأبعاد النغمية تميز المقام عن الآخر فى طابعة أو لونه الموسيقي وأيضا فى أستخدامه، حيث تتعدد المواضيع الغنائية والمعزوفات ولكل منها سلم يتناسب مع الجو اللحنى حسب ذهن الملحن.

وهناك العديد من هذه القوالب الموسيقية التى تختلف بإختلاف ثقافات العالم وحضاراته المختلفة. فهناك سلالم كبيرة وأخرى صغيرة ومقامات وأشكال متعددة. ولعل من أبرزها هو " السلم الخماسي " الذى يعتبر من الألوان الموسيقية الهامة المنتشرة فى العديد من بلاد العالم.

الطرق الأكاديمية للتدريس

وتوجد طرق أكاديمية وعلمية نستطيع من خلالها أن نتعرف على هذا القالب الموسيقي بكل جوانبه، وطريقة عزفه من كل الدرجات الموسيقية، كذلك كيفية كتابة النوتة الموسيقية الخاصة به والأبعاد النغمية الهندسية المكونه له. حيث يعزف الكثيرين على هذا السلم ولكن بطريقة الهواة والتى تبعد عند الدراسة العملية، وبالطبع فإن الدراسة وخصوصا التربوية لهذا اللون الموسيقي تؤثر بشكل أيجابى على أداء العازف.

ويعتبر السلم الخماسي جزء هام من دراسة الموسيقي، فيجب على العازف الماهر أن يكون ذو معرفة لكل الأشكال الموسيقية المختلفة سواء للسلالم الموسيقية العادية أو السلالم الموسيقية المختلفة مثل السلم الخماسي. فالوجود فى مجال الأنتاج الموسيقي يفرض على الفنان أن يعزف كل أنواع المعزوفات والألحان والأغانى.

وهذا السلم يعتبر من السلالم الموسيقية الناقصة وليست الكاملة، وذلك لأن أى سلم موسيقي عادى يتكون من سبعة نغمات، وهذا هو الحال مع كافة السلالم الطبيعية. بينما يتكون السلم الخماسي من خمسة نغمات فقط وليس سبعة نغمات، وهذا ما يجعله فريدا فى نوعه وفى نغماته، أيضا يساهم هذا التميز فى إنتشار السلم فى العديد من الأقاليم فى مختلف بلاد العالم. فهو ليس مقتصرا كما يظن البعض على منطقة الشرق الأوسط أو بعض أقاليمه إنما أنتشاره أكبر من هذا بكثير.

أنواع السلم الخماسي

يوجد العديد من أنواع السلم الخماسي ولكن أشهرها هما السلم الخماسي الكبير والصغير. فبالنسبة للكبير هو سلم يتم أستخراجة من السلم الكبير العادى ذو السبع نغمات ولكن نخصص له خمس نغمات فقط، فهناك سلميين أساسيين فى الموسيقي الغربية وهما السلم الماجور " الكبير " والسلم الماينور " الصغير ".

ولكى نستخرجه  نقوم بحذف نغمتين من السلم الكبير العادى لنحصل على خمس نغمات فقط فيتكون لدينا السلم الخماسي الكبير. وهذه النغمات التى نقوم بحذفها هما النغمة الرابعة والنغمة السابعة من السلم الطبيعى. وبالطبع يوجد أنواع أخرى منه ونقوم فيها بحذف النغمة الثالثة والسادسة، ولكنها أنواع غير منتشرة بقدر أنتشار السلم الكبير.

وعلى سبيل المثال فإن سلم دو الكبير يتكون من سبعة نغمات وهم  " دو - رى - مي - فا - صول - لا - سي "  فإذا أردنا إستخراج سلم دو الخماسي الكبير فنقوم بحذف النغمة الرابعة مما سبق وهى نغمة " فا " وكذلك نحذف النغمة السابعة من السلم السابق وهى نغمة سي، وبالتالى نحصل على نغمات السلم الخماسي الكبير لنغمة الدو وهو " دو - رى - مي - صول - لا ".

وهكذا إن طبقنا هذه الطريقة على أى سلم من السلالم الكبيرة بحذف النغمة الرابعة والنغمة السابعة فإننا نحصل على السلم الخماسي الكبير لهذه الدرجة الصوتية. أيضا يوجد قانون ثابت للأبعاد النغمية التى يمكن من خلالها أستخراج السلم  من أى درجة من درجات الأوكتاف الموسيقي وهذا القانون هو درجتين صوتيتيين ثم درجة ونصف وبعدها درجة صوتية وأخيرا درجة صوتية ونصف، وتعرف فى لغة الموسيقي " بالتون الموسيقي ".

                                      شرح السلم الخماسى الكبير والصغير مع التدريب العملى

والدرجة الصوتية أو " التون الموسيقي " هو ما يمثل الفرق فى حدة الصوت بين النغمة والآخرى، فنغمة " دو " مثلا لها من الحدة الصوتية مقدارا أقل من نغمة " ري ". وبهذه الطريقة كلما أتجهنا إلى مفاتيح " ألة البيانو " يمينا تزداد حدة صوت النغمات الموسيقية بحيث تميزها الأذن عن تلك النغمات التى تكون فى الجهة اليسرى من مفاتيح البيانو. وهذا ما يؤدى إلى تنوع الأصوات والنغمات.

وإن طبقنا هذا القالب وهذه الأبعاد النغمية على أى نغمة موسيقية نحصل منها على السلم الخماسي الكبير، فمثلا إن أخترنا نغمة " فا " وأردنا عزف السلم عليها فسنقوم بالأنتقال من نغمة فا بمقدار درجتيين صوتتين أحداهم على " صول " والاخرى على " لا "، ثم ننتقل درجة ونصف لنصل إلى نغمة " دو " وبعدها ننتقل درجة صوتية إلى نغمة " رى " وأخير ننتقل درجة صوتية ونصف إلى نغمة " فا " فيتكون لدينا سلم فا الخماسي الكبير ويتكون من " فا - صول - لا - دو - رى ". وبالطبع هذه القاعدة يمكن تطبيقها على كل أنواع الألات الموسيقية، فأبعادها متساوية وتستخدم نفس الأبعاد النغمية.

الخماسي الصغير

ويوجد نوعا آخر من السلم الخماسي وهو " الصغير " وبالطبع لا يقل أهمية عن " الكبير " فكلاهما مستخدم فى الموسيقي. وهو أيضا مشهور ومنتشر بنفس شهرة الكبير فى كافة الألوان الموسيقية والأغانى العالمية. وبالنسبة للسلم الصغير فهو يتم أستخراجة من السلم الصغير العادى ذو السبع نغمات ولكن نخصص له خمس نغمات فقط. ونقوم بحذف نغمتين من السلم الصغير العادى لنحصل على خمس نغمات فقط فيتكون لدينا السلم الخماسي الصغير. وهذه النغمات التى نقوم بحذفها هما النغمة الثانية والنغمة السادسة.

فعلى سبيل المثال فإن سلم دو الصغير يتكون من سبعة نغمات وهم  " دو - رى - مى بيمول - فا - صول - لا بيمول - سي بيمول - دو "، فإن أردنا إستخراج سلم دو الخماسي الصغير فنقوم بحذف النغمة الثانية مما سبق وهى نغمة " ري " وكذلك نحذف النغمة السادسة من السلم السابق وهى نغمة لا بيمول، وبالتالى نحصل على نغمات السلم الخماسي الصغير لنغمة الدو وهو " دو - مى بيمول - فا - صول - سي بيمول ".

كذلك يمكن أن نطبق قانون الأبعاد النغمية لنحصل عليه وهو بالأنتقال درجة ونصف ثم درجة وبعدها درجة أخرى ثم درجة ونصف وأخيرا درجة صوتية كاملة أو تون كامل. وهذه الأبعاد تسهل على العازف الوصول إلى تكوين السلم من مختلف النغمات الموجودة فى الموسيقي.

المناطق التى تستخدم السلم الخماسي 

ينتشر السلم الخماسي فى الكثير من بلدان العالم ومن أشهرها منطقة شرق أفريقيا والتى تضم كل من " السودان والصومال و أثيوبيا "، حيث تعتمد الموسيقي السودانية بشكل كبير جدا على السلم الخماسي سواء فى التلحين أو العزف ونجد أن الأغلبية العظمى من أغانيها معزوفة عليه. أيضا منطقة شمال أفريقيا والتى تضم " مصر " وتحديدا فى منطقة النوبة، وهى منطقة موجودة على الحدود مع السودان لذلك تأثرت بشكل كبير بالثقافة الموسيقية السودانية مما سهل أنتقال السلم إلى بلادنا المصرية عبر " النوبة ".

وكذلك ينتشر أنتشارا واسعا فى منطقة سوس والشلوح بالمغرب، حيث يستخدم فى الألحان الشعبية المغربية فى هذه المناطق. كما يتوسع أستخدام السلم الخماسي فى شرق أسيا ويضم كل من الصين واليابان وكوريا وفيتنام. وهذا ما نلاحظة فى أغلب المعزوفات والأغانى الصينية التى نشاهدها فى الأفلام أو الموسيقي التصويرية التى تعرض عندهم.

وقد أنتقل أستخدامه إلى " أمريكا " أيضا وخصوصا فى منطقة بورتريكو، حيث نقله إلى هناك زنوج أفريقيا الذين هاجروا إلى أمريكا ويستخدموه فيما يسمى بموسيقي البلوز الأمريكية. وهى موسيقي عالمية لها شعبية كبيرة ، ليس فى أمريكا فقط إنما على مستوى العالم أجمع.

ولم يقتصر فقط إنتشاره على الدول السابق ذكرها إنما توسع أيضا ليشمل العديد من البلاد الأوربية. ومن أشهر هذه البلاد فى أستخدامه هى دولة أسكتلندا، حتى أننا نجد أن النشيد القومى لها تم تلحينه على السلم الخماسي. كذلك يستخدم أيضا فى دولة المجر ودولة اليونان. وهذا يوضح أن السلم الخماسي يعتبر جزء من الثقافة الموسيقية الأوروبية.

الأمثلة الغنائية

وتتعدد الأمثلة الغنائية التى تعزف على هذا السلم  فيوجد الكثير من الأغانى الشعبية وكذلك مقطوعات الفلكلور الشعبى التى تعزف على السلم الخماسي فى كثير من البلدان التى ذكرناها سابقا. ومن أشهر هذه الأغانى أغنية " وسط الدايرة "  للفنان السودانى محمد وردى. وكذلك أغنية " الرحيل " للفنان السودانى حمد الريح.

ويعتبر الفنان المصرى الكبير " محمد منير " واحد من أشهر من غنوا للسلم الخماسي. فنجده فى الكثير من الحفلات الموسيقية ينشد أنغامه على هذا السلم. وبالطبع يرجع هذا إلى نشأة الفنان محمد منير حيث نشأ وتربى فى أرض مصر الجنوبية فى بلاد النوبة ". وهى منطقة عريقة من بداية التاريخ المصرى، وجزء لا يتجزأ من الوطن العربى.

وقد أثرت هذه النشأة فى حياته وطفولته وتربيته والتى أثمرت فى العطاء الموسيقي فى حياته بعدما شب فظل ينشد ويغنى الأغانى والمعزوفات على السلم الخماسي. كما كان للفنان منير دورا كبيرا فى إحياء الكثير من أغانى السلم الخماسي القديمة وتسبب فى أنتشارها وشهرتها فى مصر والوطن العربي. بل غنى حفلاته فى العديد من بلدان العالم الأجنبية والعربية. فمن بداية مشواره الفنى وحتى شهرته الواسعة التى وصلت للعالم كله، راح ينشد ويغنى هذا اللون الموسيقي المميز من المعزوفات الخماسية.

ولم تقتصر الأغانى المعزوفة على السلم الخماسي على الوطن العربى والشرقي فقط، فهناك الكثير من البلاد الأخرى تستخدمه وتعزف عليه الكثير من المقطوعات والأغانى. ومن أشهرها الولايات المتحدة الأمريكية والتى تأثرت بشدة بالأفارقة الذين هاجروا إليها بأعداد كبيرة وكانوا سببا فى إدخال هذا النوع من الفنون إليها، فنجد المغنى الأمريكى المشهور " ستيفن فوستر " ينشد الكثير من أغانية على السلم الخماسي، والتى من أشهرها أغنية " Oh Susanna " المعروفة والمنتشرة حول العالم. وغيره من المطربين الأمريكيين، وهذا يدل على وصول السلم الخماسي لكل بلدان العالم سواء كانت شرقية أو غربية.


لمزيد من الشرح العملى يرجى مشاهدة الفيديو التالى :




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -