طريقة عزف اى أغنية وأى لحن مع التدريب العملى
يعتبر الهدف الأسمى والأول من تعلم قواعد الموسيقي ودراستها هو عزف أى أغنية وأى لحن، وكيف نستخرج أى لحن جديد نسمعه من على الأورج أو أى أله موسيقية أخرى. فمن الطبيعى أن يكون هناك ثمار ونتائج ملحوظة للدراسة ألا وهى القدرة على عزف وتأليف الأغنية. ويبحث الكثيرين عن الطريقة المثالية التى تؤهلة ليكون عازف ماهر حتى يستطيع أن يعزف أى لحن مهما كانت صعوبته ومهما كان المقام الموسيقي الخاص به.وأى طريقة موضوعة لعزف الأغانى والألحان، إنما تعتمد فى المقام الأول على الدراسة والأجتهاد. فهى ليست طريقة سحرية لأضافة قدرات خارقة للعزف، إنما هى طريقة تنظيمية من خلال عدة خطوات يجب إتباعها واحدة تلو الأخرى حتى تساعدنا فى أستخراج الألحان وعزف أى مقطع غنائى. ويجب معرفة أن الخطوات التى سنتحدث عنها فى هذا الموضوع هى خطوات وطرق أكاديمية مبنية على أساس علمى ودراسات موسيقية حتى نتدرب على العزف بكل سهولة ويسر.
كذلك لابد من معرفة أن كل الخطوات الاتية مبنية على بعضها البعض، بمعنى أنه لايمكن أن نتعلم خطوة ونترك الأخرى. أو لا يمكن أن تسبق خطوة الأخرى. فكل الخطوات التى سنتحدث عنها مطلوبة جميعا حتى وأن طالت مدة دراسة كل واحدة منها على حدى ولكن يجب أن يكون العازف ملم بها كلها. لذلك إن أردت أن تعزف بمهارة فإتبع معى هذه الخطوات والتى سأعرضها فى عدة فقرات.
أشهر المقامات الشرقية
من المعروف أن الموسيقي الشرقية أو الموسيقي الغربية تعتمد إعتماد أساسي على عدة مقامات وعدة سلالم موسيقية، ويعتبر المقام الموسيقي هو القالب الذى يقوم الملحن بوضع لحن الأغنية عليه، فبدون حفظ المقامات لايمكن أبدا عزف أى لحن أو أى أغنية، سواء فى الموسيقي الشرقية، أو فى الموسيقي الغربية.وتحتوى الموسيقي الشرقية على الكثير من المقامات الموسيقية، ولكن أشهر هذه المقامات هم ثمان مقامات موسيقية هامة، ومنهم أربع مقامات لا يوجد فيهم ربع تون ويمكن عزفهم من خلال أى كيبورد وهذه المقامات هى " العجم " و " الكرد " و " الحجاز " و " النهاوند ". أيضا يوجد أربعة مقامات أخرى هامة ولكنها تحتوى على ربع تون فى تكوينها وهى " البياتى " و " الراست " و " الصبا " و " الهزام ".
وبالطبع يوجد الكثير من المقامات الموسيقية الأخرى ولكن المقامات الثمانية السابق ذكرها هى الأشهر فى الموسيقي العربية. فيجب على العازف الجيد حفظ كل مقام من خلال معرفة القانون الخاص بهذا المقام وكيفية أستخراجة من الدرجات الموسيقية المختلفة على الكيبورد الموسيقي.
أيضا ينبغى معرفة ودراسة السلالم الغربية وهم السلم الماجور والسلم الماينور وكيف نستخرجهم من أى أله موسيقية. فكما ذكرنا أن حفظ الثمان مقامات فى الموسيقي الشرقية وحفظ سلالم الموسيقي الغربية " الكبير والصغير " من كل الدرجات الأثنى عشر الموجودة فى الأوكتاف الموسيقي، فهذا من دوره يؤهل العازف إلى أن يكون على دراية كبيرة بكل القوالب التى يمكن أن تكون عليها الأغنية. وبهذه الخطوة الهامة يستطيع العازف أن يتعلم أول الطريق الذى يؤهلة لعزف أى أغنية وأى لحن بمهارة، فبدون حفظ المقامات والسلالم لايمكن عزف الألحان.
أماكن بداية الأغنية من المقام الموسيقي
يتكون أى مقام موسيقي أو أى سلم من ثمان نغمات موسيقية، فعلى سبيل المثال " مقام البياتى " من درجة الري يتكون من ( رى - مي نصف بيمول - فا - صول - لا - سي بيمول - دو - ري ). وتوجد ثلاثة مخارج رئيسية بداخل هذا المقام وبداخل أى مقام أو أى سلم لإستخراج وبداية عزف الأغنية وهم: المخرج الأول والذى يمثل أول نغمة من نغمات المقام وهى نغمة ري، والمخرج الثالث والذى يمثل نغمة فا فى المقام السابق ذكره. والمخرج الخامس والذى يمثل نغمة لا فى مقام بياتى " ري.وبالطبع ينطبق هذا الكلام على كل مقامات الموسيقي العربية وليس على مقام البياتى فقط فمثلا إن تحدثنا عن مقام الكرد من درجة رى والذى يتكون من النغمات الاتية ( ري - مي - فا - صول - لا - سي بيمول - دو - ري ) فإنه يحتوى على ثلاثة مخارج لبداية عزف الأغانى فهناك أغانى يبدأ عزفها من المخرج الأول وهو من نغمة ري، وهناك أغانى أخرى يبدأ عزفها من المخرج الثالث من نغمة فا، وهناك أغانى أخرى يبدأ عزفها من المخرج الخامس وهى نغمة لا.
ومن أشهر الأغانى التى تعزف على مقام البياتى درجة الصول هى أغنية " ياليلة العيد " لأم كلثوم، فإذا أردنا عزفها سنجدها تبدأ من المخرج الأول فى مقام البياتى وهذا المخرج هو نغمة صول. وإذا حاولنا أن نعزف هذه الأغنية من أى نغمة أخرى من نغمات المقام فلن تكون البداية صحيحة لأن بدايتها من النغمة الأولى فقط من مقام البياتى بمختلف درجاته.
ويجب معرفة أن أغلب الأغانى يمكن أن نبدأ عزفها كما ذكرنا من النغمة الأولى أو الثالثة أو الخامسة. ولكن هناك أغانى أخرى قليلة تشذ عن القاعدة ويمكن عزفها من على المخرج الثانى ( النغمة الثانية فى المقام )، وأيضا هناك بعض الأغانى تعزف من على المخرج الرابع من المقام ( وهو النغمة الرابعة ). ومن أشهر أغانى مقام البياتى والتى تبدأ من النغمة الثانية أغنية " جانا الهوا جانا " لعبد الحليم حافظ. وكذلك من أشهر الاغانى التى تبدأ من النغمة الرابعة أغنية "حب أية " والتى تعزف من المخرج الرابع فى المقام الموسيقي.
أيضا هناك بعض الأغانى النادرة جدا التى تعزف من النغمة السادسة والسابعة من المقام. ولكن كما ذكرت أن أغلب المعزوفات سواء عربية أو غربية تعزف من النغمات الأولى والثالثة والخامسة. فعند حفظ المقام وقبل البدء فى عزف اللحن نقوم بوضع هذه القاعدة فى الأعتبار ونحدد ترتيب النغمات و أماكن تواجدها فى السلم وبعدها نبدأ فى العزف.
حفظ مثال مشهور على المقام
وتعتبر هذه الخطوة من أهم وأقوى الخطوات لعزف أى أغنية، فأنت لا يمكنك عزف الأغنية بدون معرفة المقام الخاص بها، فكما شرحنا بأن لكل أغنية مقام يتم تلحينها عليه. إذا فالمفتاح الرئيسى وراء عزف أى مقطوعة غنائية أو أى لحن هو معرفة القالب الخاص بها. فبمجرد وصولنا إلى سلم الأغنية ومعرفته وصلنا إلى نصف الطريق الذي يؤهلنا لعزفها.لذلك من الواجب حفظ أغنية مشهورة على كل مقام من مقامات الموسيقي وذلك حتى نقيس عليها أى أغنية جديدة نسمعها ونريد عزفها، فإذا كانت هذه الأغنية تمشى فى نفس السياق والجو اللحنى للمقام فسنتعرف بسهولة على مقام الأغنية ومن ثم نعزفها ونستخرجها من على أى أله موسيقية.
فعلى سبيل المثال إن قمنا بحفظ أغنية مشهورة على مقام النهاوند وهى أغنية " أعطنى الناى وغنى " للسيدة فيروز. فعندما نسمع أغنية جديدة ونريد عزفها نقوم بقياسها وقياس الجو اللحنى لهذه الأغنية الجديدة على أغنية أعطنى الناى وغنى فإن وجدناه نفس الجو، نعرف مباشرة بأن هذه الأغنية على مقام النهاوند أما إذا لم تكن نفس الجو اللحنى فنقيسها على مقام اخر حتى نعرف المقام الخاص بها.
وفيما يلى أحاول أن أذكر بعض من الأغانى الشهيرة جدا على كل مقام من المقامات الموسيقية الثمانية التى ذكرناهم، فمثلا من أشهر أغانى مقام النهاوند هى أغنية " على جرى " للفنانة أصالة نصري، وبالنسبة لمقام الكرد فمن أشهر أغانية أغنية " نسم علينا الهوا " للفنانة اللبنانية الجميلة فيروز. أيضا من أشهر أغانى مقام العجم هى أغنية " طلعت يامحلى نورها " للفنان المصرى سيد درويش. وإذا أنتقلنا لمقام الحجاز فنجد أن من أشهر أغانية هى أغنية " بحلم بيك ".
أيضا من أهم المعزوفات على مقام الراست أغنية " عظيمة يا مصر " للفنان اللبنانى الأصيل وديع الصافى. وإذا ما أردنا أن نتعرف على أغنية مشهورة من مقام البياتى فإننا نذهب إلى أغانى الزمن الجميل لكوكب الشرقي السيدة أم كلثوم فى واحدة من أشهر أغانيها وهى أغنية " ياليلة العيد ".
أما بخصوص مقام الصبا فمن أشهر أغانية هى أغنية " أشتقت اليك فعلمنى ألا أشتاق " للفنان عبد الحليم حافظ. وأخيرا نأتى إلى مقام هزام السيكاه حيث نجد له أغانى عديدة لعل أشهرها هى أغنية " أنا مواطن " للفنان لطفى بوشناق، أيضا هناك أغنية " سيرة الحب ".
وهكذا فإن هذا هو أهم مفتاح لعزف الأغانى وخصوصا الأغانى الجديدة التى تصدر يوما بعد يوم، فإن طبقنا ماسبق من خلال مقارنة الجو اللحنى للأغنية الجديدة على أحد الأغانى المعروفة والمشهورة على كل مقام فإننا نستطيع بسهولة جدا أن نتعرف على مقام الأغنية الجديدة المرغوب عزفها ومن ثم نستطيع أن نحدد المخارج والبدايات الخاصة بها على المقام وبعدها يمكننا بسهوله أن نعزفها.
العزف على الطبقة الصوتية الصحيحة
من المعروف أن كل مقام من المقامات الموسيقية سواء كانت شرقية أو سلالم غربية يمكن أستخراجة من أثنى عشر درجة مختلفة وهم درجات ونغمات الأوكتاف الموسيقي " السبع مفاتيح البيضاء والخمس مفاتيح السوداء ". فمثلا مقام البياتى يعزف من على أثنى عشر درجة، فهناك مقام بياتى الصول وبياتى مي وبياتى فا وبياتى دو ...... الخ. وهناك درجات عالية فى التون والطبقة الموسيقية وهناك درجات منخفضة فى التون.لذلك يجب أختيار الدرجة الصحيحة التى تناسب درجة المؤدى حتى لا ينجرح صوتة . فمثلا أغنية " ست الحبايب " من على مقام البياتى يمكن أن تعزف من أثنى عشر درجة مختلفة، ولكن انسب درجة لها هى درجة رى أو درجة مي، حتى تكون مناسبة لصوت المغنى.
وحتى نتمكن من إختيار الدرجة الصحيحة لابد من حفظ قانون أستخراج المقام الموسيقي، فعند تطبيق هذا القانون يمكن إستخراج المقام من أى درجة موسيقية. وإذا كان العازف مبتدأ وليس على دراية كافية بقوانين المقامات فيمكنه أستخدام زر " Transpose " الموجود فى الأورج وهو مسئول عن التحكم فى درجة الأغنية والمقام إما برفعها أو بخفضها.
وهكذا فإنه بدون الوصول إلى الطبقة الصحيحه، فلا قيمة للعزف. لأن نجاح العازف ليس فى عزف نغمات الأغنية بشكل صحيح، إنما فى إختيار الطبقة السليمة للمطرب. لأن هناك خطورة كبيرة على الأحبال الصوتية للمغنى إذا غنى اللحن من طبقة خاطئة، فهذا يؤدى إلى جرح الأحبال الصوتية وعدم قدرتها على مواصلة الغناء وخصوصا إن كانت الحفلة الموسيقية مدتها طويلة.
فنحن نرى الكثير من المطربين يؤدون الحفلة الموسيقية لفترة طويلة من الوقت ويغنون فيها العديد من الأغانى. فما السر إذا وراء قدرتهم على المواصلة، وبالطبع فهذا يرجع إلى أن قائد الفرقة الموسيقية يختار بعناية طبقات صوت الأغنية التى لا تجرح صوت المطرب مع طول فترة الغناء. فالعازف هنا مسئول أن يحفظ ويصون صوت المغنى من الإجهاد.
ومن المفضل جدا عند العزف أن نستمع للأغنية الأصلية جيدا ونقوم بأختيار سرعة الإيقاع المناسبة والمتشابهة مع الأغنية الأصلية حتى يكون العزف صحيح ومتناسق. فلا نعزف بسرعة إيقاع أكبر أو أقل من السرعة الأصلية الموجودة فى الأغنية الأصلية، حتى لانفقد الجو اللحنى الجميل للأغنية ونفسدة.
كذلك يجب إختيار الإيقاع المناسب والمتشابه مع التوزيع الموسيقي الأساسى. فإن كانت الأغنية واللحن الأصلى معزوف على إيقاع مقسوم مثلا، فيجب إختيار أيقاع مقسوم عند العزف وهكذا إن كان الإيقاع ملفوف أو وحدة أو غربي. فيجب مراعاة إختيار الإيقاع المتماشى مع الأغنية الأصلية. وهكذا نستطيع ان نعزف أغنية ذات لحن رائع متماشى مع الأغنية التى سمعناها وبسهولة ويسر. وأؤكد مرة أخرى، بأن كل خطوة من الخطوات السابقة مبنية على الأخرى، فلا يمكن أن نهمل واحدة ونتعلم واحدة، بل يجب إتباع جميع الخطوات السابقة جيدا حتى تستطيع عزف أى لحن أو أى أغنية بسهولة.
للشرح التفصيلى والتدريب العملى شاهد هذا الفيديو :
شكرا جزيلا لك على هذا الموضوع الرائع
إرسال ردحذفاشكرك اخى .. بالتوفيق
حذفافضل المدارس والكليات للتعليم في هذا المجال
إرسال ردحذف