المؤلف الموسيقي وأهم الأشكال الإيقاعية وانواع الإيقاعات

المؤلف الموسيقي وأهم الأشكال الإيقاعية وانواع الإيقاعات

المؤلف الموسيقي وأهم الأشكال الإيقاعية وانواع الإيقاعات

من أهم العناصر فى اللحن الموسيقي هو الشكل الإيقاعى ونوع الإيقاع المستخدم فالمؤلف الموسيقي يعتمد على عنصريين أساسيين فى تلحين الأغنية وهما النغمات والإيقاعات، لذلك سنتعرف على أهم أنواع الإيقاعات المستخدمة فى العزف سواء فى عزف الأغانى الشرقية أو عزف الأغانى الغربية. حتى نكون على دراية كافية من المعرفة التى تؤهلنا كى نكون عازفين ماهرين وفاهمين للمصطلحات الموسيقية المختلفة.

ويوجد العديد من الأشكال الإيقاعية الموجودة فى الموسيقي فهناك إيقاعات شرقية وكذلك هناك إيقاعات غربية،  فى مختلف بلاد العالم وثقافاته سواء فى الوطن العربي أو سائر بلاد العالم. فمن أهم الأيقاعات الشرقية هو الإيقاع " المقسوم " وهو من أشهر الإيقاعات المنتشرة فى البلاد الشرقية وخصوصا مصر، حيث يحتوى هذا الإيقاع على مجموعة معينة من الدمات والتكات والطقرات الإيقاعية بترتيب معين، ويتم أستخدامه فى الكثير من الألحان الشرقية والعربية بشكل عام.

ومن هذا الإيقاع تتفرع العديد من الإيقاعات الأخرى والتى تكون قريبة جدا فى التكوين والشكل الإيقاعى من الإيقاع المقسوم مثل الإيقاع الصعيدى والإيقاع البلدى والإيقاع الصعيدى الحديث والمقسوم الحديث.

كذلك نتعرف على الطائفة الثانية من الإيقاعات الشرقية الشهيرة وهو الإيقاع " الملفوف " حيث أنه منتشر بكثرة وخصوصا فى الموسيقيى العربية وأيضا فى العديد من بلدان العالم التى تستخدم هذا الإيقاع مثل " تركيا وغيرها "، ويعتمد فى تركيبه على العديد من الدمات والأزمنة الإيقاعية التى تميزه دون غيره من الإيقاعات بالسرعة فى الجو اللحنى وعدم التباطؤ. ومن هذا الإيقاع يتفرع العديد من الإيقاعات التى تكون قريبه فى التكوين منه مثل إيقاع اللف والأيوبى والجوراتشا والملفوفه.

ولعل من أهم الأشكال الشرقية للإيقاعات هو " إيقاع الوحدة " ويتميز بأنه يستخدم فى الأغانى الطربية والمقطوعات التى تتطلب جو من الهدوء اللحنى والمواويل، حيث يحتوى على عدد قليل من الطقرات فى تكوينه الأصلى. وينتشر هذا الإيقاع فى بلادنا الشرقية والمصرية والعربية وأيضا فى البلاد الاخرى. ويتفرع منه العديد من الأشكال الأخرى مثل الإيقاع السماعى الدراج، والإيقاع المصمودى والوحدة الكبيرة والصغيرة.

ويوجد العديد والعديد من الإيقاعات الأخرى المشهورة فى الوطن العربى مثل الإيقاعات الخليجية والتى من أشهرها " الدبكة " وكذلك الإيقاعات الجزائرية والمغربية مثل إيقاع " الراى ". أيضا الإيقاعات الليبية والتونسية والتى تستخدم بشكل كبير فى البلاد العربية وتدخل فى العديد من المقطوعات الغنائية الشهيرة.

وعلى العكس فيوجد كم هائل من الأشكال الإيقاعية الغربية والتى نستخدمها فى موسيقانا العربية أيضا مثل إيقاع " Beats " و " Dance " و " Slow " و " Rock and Roll ". وهكذا نكون قد تعرفنا على أشهر الإيقاعات والطبول التى تستخدم فى الموسيقي وتعرفنا على أسمائها. وكما نوهت سابقا بأنة يجب على كل عازف وفنان أن يكون على دراية كافية بهذه الأشكال الإيقاعية حتى يكون ذو خبرة وفهم فى عزف المقطوعات المختلفة سواء فى البلاد العربية أو الأجنبية.

لمزيد من الشرح شاهد هذا الفيديو :


المؤلف الموسيقي 

مؤلف الموسيقي هو فنان حقيقى وليس مجرد إنسان يدندن بعض النغمات أو ينحنى عن العود لينغم بضعة أبيات فإذا " تسلطن " النغم راح يدير أله التسجيل لتحفظ له ألحانه، ثم يخرج بهذا التسجيل إلى زميل له يكتب له اللحن كما يذهب القروى الأمى إلى الكاتب العمومى. ثم يذهب المؤلف وكاتب الموسيقي إلى الموزع الموسيقي لينظم لهما اللحن، عقدا من التراكيب الهارمونية الموزعة.

فليس هذا مفهوم الفنان الموسيقي، ولكنه هو ذلك الرجل الذى يستيقظ مبكرا ويصل الليل بالنهار فى تفهم القواعد ومذاكرتها وتعلم الكتابة الموسيقية وقرائتها ودراسة تأليف النغمات المتوافقة على أساس من علم الهارمونية، وحل مسائل الكونترابونط البسيط والمركب فى مئات من التمرينات الموسيقية، ثم هو يتعلم كيف يعالج لحنا صغيرا ليحوله إلى لحنا كاملا من ثلاث أصوات أو أربعة. ثم هو يطبق كل تمريناته على أله موسيقية تعطى تآلفا هارمونيا مثل ألة البيانو. ويستمع للموسيقي الرفيعة عدة مرات ليحللها بأذنه بعد أن يقوم بتحليلها مكتوبة أمامه على الورق.

وبذلك ينفذ إلى أسرار تأليفها، ولقد يقضى فى ذلك عشر سنوات قبل أن يضع أغنية تحت إشراف أساتذته، وقبل أن يجرؤ على كتابة " نوتة واحدة " لأى أله موسيقية ثم يكتب ثلاثية أو رباعية أو سيمفونيه. وحينئذ فقد يستطيع أن يطير بأجنحته، فإن كان موهوبا فى الأصل هبة القروى الذى ينشد المواويل بجانب الساقية ويعزف على الناى وراء قطيع الغنم، أستطاع أن يؤلف تلك الأعمال الخارقة التى تضاف إلى كنوز الفن العالى فى العالم المتمدين الحديث، وهذا هو التأليف الحقيقى.

والملحن الموسيقي لابد أن يأتى فى تعبيراته اللحنية بما يوحد بين الألفاظ ومعناها، وفى علم النفس التجريبى محاولات لتقويم ناحية التعبير الصادق عند الملحنين. فإذا أفترضنا مثلا أن مؤلفا موسيقيا أضطلع بمهمة وضع الموسيقي لكلمات منظومة ذات تعابير معينه، فإنا سنجده باذلا جهده فى أن يأتى بالنغم بحيث يلبس كل تعبير لغوى ما يناسبه من الألحان.

وهنا يجيئه عالم النفس التجريبى فيتناول منه الكلمات خاليه من الموسيقي، ويعرضها على عينة كبيرة مختارة من الناس ليقولوا كلمتهم فى المعانى كلها من حيث الحماس أو الرقة فى هذا اللفظ أو ذاك. ومن مجموع الأراء  يستخلص متوسطا يعتبره مقياسا صحيحا.

وبعد كل هذا يعود فيسمعهم لحن المؤلف عزفا موسيقيا بالألات دون كلام، ويطلب منهم أن يقولوا كلمتهم فيما قد توحى به إليهم فقرات النغم. فإن طابق الحماس اللحنى حماسا لغويا والرقة اللحنية مثيلتها اللغوية، يقول عالم النفس إن هناك وحدة وتوافق وإرتباط بين شكل الأنشودة ومحتوياتها ويتوقع لها نجاحا عظيما. ذلك لأن ما تحتوية هذه الأغنية من عناصر متكاملة سواء اللحن او الكلمات المترابطة مع اللحن يفتح لها أبوابا فى أفق المستمعين وتلاقى قبولا منهم.

تاريخ تأليف الموسيقي وتطورها 

لقد قطع تاريخ تأليف الموسيقي شوطا طويلا قبل أن يصل إلى صياغة أشكال موسيقية وقوالب تأليفية ذات عناصر وهندسة صوتية. ولا عجب فى ذلك، فكل كمال لعمل فنى معاصر، إنما تمتد جذوره الأولى فى تربة الماضى. ويؤكد لنا تاريخ الموسيقي وخبراؤها أن أقدم المحاولات التأليفية كانت فى الميدان الغنائى.

ولم يكن دور الأوركسترا سواء فى موسيقي الكنيسة أو موسيقي الدنيا، لتتعدى مساندة المغنى أو أن تؤدى له لازمات موسيقية تمكنه من أن يسترد أنفاسه بعد أن يغنى هذه الفقرة أو تلك فى مسار المقطوعة اللحنية التى كان يتدرب عليها المغنى لكى يلقيها فى أحد الحفلات أو المناسبات. بل لم يكن من شأن موسيقي تلك الألات أن تخرج فى كثير أو قليل عن خط الصوت الغنائى الذى تصاحبه، تماما على النحو الذى نلمسه الان فى موسيقي الغناء التى تطرق سمعنا كل يوم من الألحان المنتشرة حولنا.

ومن طبيعة الموسيقي الغنائية أن تختلف أختلافا كبيرا عن الموسيقي الأوركستراليه الخالصة، فالموسيقي الغنائية لا تتطلب من المؤلف أن يلتزم فى صياغتها نموذجا أو قالبا معينا، وإن كان يجب مراعاة مبدأ التكرار المحور فى تلحين " النظم " عدا الترابط الوثيق بين تفعيلات " النظم " و إيقاع اللحن. أما الموسيقي الأوركسترالية فهى هندسة محددة. إن خرجت عنها على نحو مسرف فقد فقدت معناها.

والواقع أن ما فى موسيقي الغناء من كلمات شارحة إنما هو كفيل بأن يمد المستمع بشئ من المعنى والفهم الموسيقي، فكلمة " الحب " مثلا تأتى مغلفة فى نغمة عاطفية مؤنثة أو من المقام الصغير كما يقول الموسيقيون، ولفظ " الشجاعة " يندس فى غلاف صريح من النغم المذكر أو من مقام السلم الكبير، وغير ذلك مما يمكن التعرف عليه فى مسموعات الغناء بحيث تفسر الألفاظ أنغامها، أو حتى تقرب إلينا معناها، أو أن يفخم النغم معنى الكلام ويهبه قدرا من الأناقة والرواء.

أما عن وسائل الموسيقي الأوركسترالية فى أبرز معناها، فإن علم التأليف يمدنا بتراكيب هندسية مثل نظريات الهندسة تماما. وهذه صارت من الذيوع بحيث تعارف عليها الناس فى دنيا الحضارة، وهى من دقة التركيب بحيث يرسمها المؤلفون على مساحة من الزمن وبمداد من النغم النقى فلا يجد أى مستمع أدنى صعوبة فى أن يقرأها بأذنية، وأن يتلذذ منها حسبما شاء المؤلف والنغم. ولهذه التراكيب شروط وهى تتطلب دراسة كبيرة، ويجب أن نؤكد على ناحية الدراسة دائما وأبدا قبل أن نتعرف على التطور التاريخى لعناصر التأليف الموسيقي.

عناصر الألحان

يلجأ مؤلف الموسيقي الأوركسترالية فى إبراز معناها إلى ما يلجأ إليه الأشخاص العاديون فى حياتهم اليومية حين يتحدثون ويتبادلون وجهات النظر فى أمر من الأمور. ذلك لأن مؤلف الموسيقي فى هذا لا يفعل شيئا سوى أن يكرر نغمة معينة خلال المقطوعة التى يؤلفها، ونحن نفعل نفس الشئ إذا كنا بسبيل وجهة نظر نؤمن بها، إذن نكررها فيما نسوق من أدلة حتى يتشبع بها الآخرون ونكتسب تأييدهم ووقوفهم إلى جانبنا.

ومن هنا نرى أن التكرار لا فى الأحاديث فقط، إنما فى الموسيقي أيضا هو عنصر هام من عناصر تركيز الفكرة فى نطاق معين. إذ يأتى المؤلف فيقتطع من ينبوع ألحانه فكرة رشيقة يجعلها بؤره إشعاع لحنى فى مقطوعة ما. وبحيث لا يخرج بها عن المعنى المرغوب. أى أنه يجعلها نغمة مركزية بحيث لا يخرج منها شئ إلا ليرتد إليها.

إذا سيلجأ المؤلف إلى التكرار، وسيجئ المستمع بدوره فيدرك هذا العنصر الذى لا يفتأ يطرق سمعه خلال كل المقطوعة، ومن هذا التكرار يستوحى بعض هدف المؤلف إن لم يكن كل الهدف، وأما عن مقدار مرات هذا التكرار وكيفية التعامل معه أو تلوينه، فهذا متروك للموسيقار العبقرى.

عليه الصياغة وعلينا أن نسمع، فلا يوجد قانون يحتم عليه أن يتجه هذا النحو أو ذاك فى مؤلفاته، وإنما سيكون حرا بقدر إنسانى وبشرط ألا يذهب إلى حد التشرد فى حريته فيخرج عن نطاق التعامل مع الإنسانية، فإذا فضل أن يثور على قيد من القيود، أو مبدأ من المبادئ، أو نظرية من النظريات التأليفية ، فهو له مطلق الحرية فى هذا.

فالفن فى حد ذاته هو حرية فى الإلهام، وإخاء فى الفنون ومساواه فى الأجناس الأدبية. وفى كلمة أخرى على المؤلف ألا يتجاهل مشاكلنا فيما يصوغه من مؤلفات وأن يحيا معنا هذه الأرض بين مشغوليات وهموم الحياة ليهون عن المستمعين بنسائم لحنية تشيع التفاؤل، وتحلق بهم فى أجواء الأمل والعمل، هناك حيث أفق الراحة والأستقرار. نريد من الفنان دائما أن يتعامل بفنه مع الغالبية العظمى من الناس الذين يحيا بينهم.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -