التراث الموسيقي وترتيب النغمات على لوحة مفاتيح الأورج

التراث الموسيقي وترتيب النغمات على لوحة مفاتيح الأورج

التراث الموسيقي وترتيب النغمات على لوحة مفاتيح الأورج

كنا قد تعرفنا من قبل على النغمات الموسيقية المستخدمة فى العزف. وهنا نتعرف على مواقع هذه النغمات على مفاتيح الألات الموسيقية وعلى لوحة مفاتيح الأورج وكذلك طريقة كتابتها على المدرج الموسيقى. حيث يوجد نوعان من الكيبوردات التى تستخدم فى العزف، النوع الأول وهى كيبوردات الأورجات الشرقية والتى تتكون من خمسة أوكتافات، والنوع الاخر هو الكيبوردات الغربية والتى تتكون من سبعة أوكتافات.

وتوجد نغمات معينه فى الأوكتاف الموسيقي تكون المسافة بينها تون كامل فعند الإنتقال من نغمة ( دو ) الى نغمة ( ري ) ننتقل تون كامل، ومن نغمة ( ري ) الى نغمة ( مي ) كذلك، وأيضا من نغمة ( فا ) الى نغمة ( صول ) نجد تون كامل و من نغمة ( صول ) الى نغمة ( لا )  تون كامل وأخيرا من نغمة ( لا ) الى نغمة ( سي ) نجد تون كامل.

لوحة مفاتيح الأورج

أما باقى النغمات فالأنتقال فيمها بينها يكون نصف تون فمن نغمة ( دو ) الى نغمة ( دو دييز ) ننتقل نصف تون، ومن نغمة ( دو دييز ) الى نغمة ( ري ) ننتقل نصف تون. ومن نغمة ( ري ) الى نغمة (مي بيمول ) نصف تون أيضا، وكذلك من نغمة ( مي بيمول ) الى نغمة ( مى ) نصف تون. وهكذا لباقى النغمات التى تسبق المفاتيح السوداء الموجودة فى الأوكتاف الموسيقي. ومن المهم جدا حفظ ومعرفة ترتيب النغمات الموسيقية على الأوكتاف الموسيقى، فهو من أساسيات تعلم العزف. فلا يمكن العزف بسهولة بدون معرفة أسماء النغمات ومواقعها على الأورج.

لمزيد من الشرح بالتفصيل شاهد الفيديو التالى :


التراث الموسيقي 

يتسائل الكثيرين عن المصادر الذى نبع منها التراث الموسيقي الشرقي. ويعد نكرانا للجميل أن نهمل فضل الموسيقي التركية على موسيقانا، إذ كانت ولا تزال الثروة الفنية الزاخرة بالمواد الموسيقية والسماعيات، والمورد العذب الذى يغترف منه كل المشتغلين فى الموسيقي الشرقية. ولذلك من الواجب أن نرحب بالحفلات التركية والموسيقى التركية بوجه عام. ولكن هل هذا حقيقى وهل الموسيقي التركية هى فعلا مصدر التراث الموسيقي الشرقي كما يزعم البعض.

إن من عناصر الموسيقي الإيقاع واللحن، أى الضروب والنغم بالمعنى الشائع. ويعتبر الإيقاع الموسيقي تعبير عن الحركة، وعند علماء النفس أن الطفل الرضيع يمكن أن يستمتع بالنغمات والإيقاعات رغم صغره. وإذا تأملنا الكون وجدنا أن الحركة المنتظمة هى كل شئ فى الكون، وأن السكون هو شئ دخيل عليه، فلا شئ غير الحركة.

والكون من أصغر مادة فيه إلى أكبرها فى حركة دائمة غير مستقرة، ونحن البشر من نفس طبيعة هذا الكون. منه خرجنا وفيه نحيا، وفينا من مكوناته، ففينا الحركة والنبض، ولنا من هذه الحركة صورة موسيقية كبيرة، إما أن نفهمها فى أى موسيقي أو لا تكون هذ الموسيقي معبرة.

والمفروض فى الإيقاع أن يأتى بحيث يمثل نبض النغم، وأن يندمج مع اللحن فى رشاقة واضحة أولا وقبل كل شئ. وأهم من ذلك كله أن تأتى الصورة الموسيقية واضحة فى الفكرة ومفهومة للناس. لأن الفكرة المفهومة ذات المعنى المعين، إنما تنفذ إلى حافظة المستمع أكثر من الفكرة التى تتقطع إلى أجزاء ولا يتضح معناها.

طبيعة الموسيقي التركية

والإيقاع فى معظم الموسيقي التركية من البشارف والسماعيات والتواشيح وغيرها، يأتى ضربات تتوالى فى حال لا معنى له وفى مساحة طويلة. بحيث إذا حاولت الإذن أن تحدد وحدة الإيقاع من مجموع الضربات، ضاعت النغمة اللحنية المصاحبة ! وأصبح الإيقاع وحدة على هذه الصورة ثقيل على المستمع، ويرهق الذهن فى تحديد معالمة !!. وهنا وحين يستاء المستمع يأسا من التعرف على وحدة الإيقاع وإحصاء مكوناته من الضربات فإنه يذهب إلى النغم يلتمس ما يعوض عن هذا الإيقاع، فلا يجد إلا سراب.

فما من فكرة موسيقية فى النغم تجذب الذهن إلى نهاية، وإنما يأتى النغم فى أستطراد طويل يسرف فى اللف الحلزونى إلى حد الملالة. ولا يخضع تركيب النغم هنا إلى قواعد صياغة الجملة الموسيقية، فيتركب من وحدات ذات هدف ومعنى وبحيث تنقسم هذه الوحدة إلى قسمين أحدهما تسمعه الأذن فيشبه الأستفهام، والآخر يأتى بما يشبه الإجابة لهذا الإستفهام. وعلى ذلك وحين يذهب المستمع إلى أن يتذوق تلك الموسيقي لن يجد فيها لذه.

وغير هذا كله فإن للناس حدودا فى إدراك المحسوسات التى لها شروط لابد منها لتصبح صالحة لإدراكنا. ومن المعروف فى الموسيقي السليمة أن تأتى الأنغام مركبة من وحدات تدخل الإدراك بكل سهولة، أما تلك البشارف والسماعيات فتأتى أنغامها بطيئة وبذلك يطوى النغم التالى أثر النغم السابق ويعطل فهم المعنى. بينما لو كانت هناك وحدات ذات هندسة تأليفية وفيها قدر من التشابه المحورى، لأمكن الأستمتاع بنغم منطقى فيه فكرة وجمال.

وخلاصة القول أن موسيقانا العربية والشرقية تعتبر أكثر غنائا وثراء من الموسيقي التركية. فعند عقد المقارنة بينهم، نجد فى الموسيقي العربية التآلفات الغنائية وضروبا وأنواعا جميلة من الإيقاعات المنتظمة والنغمات المركبة ذات الأرتباط فيما بينها وكذلك نجد الجمل اللحنية أكثر ترابطا ومنطقية من تلك الموسيقي التركية. فتراثنا الموسيقي العربي ذاخر بكنوز الفنون والموسيقي.

رموز الفن الموسيقي العربى 

هناك الكثير والكثير من رموز الفن العربي والذين نعتبرهم من المبدعين الموسيقيين الذى أثرو الوسط الفنى بكل جديد فى الفنون والموسيقي. ومن أشهرهم هو الشيخ " سيد درويش " فالكثير من الناس يعتبره أساسا لمدرسة موسيقية ذات طابع خاص، وبعضهم يسمى هذه المدرسة بالمذهب " الدرشي ". نشأ الطفل سيد درويش فقيرا من الأرض الطيبة المصرية، ثم دخل الكتاب وأظهر ميلا للإنشاد فى مدرسة شمس الدين، ثم دفعته غريزة الموسيقي بداخله وهو فى سن الثالثة عشر إلى إحياء بعض الموالد فى الأفراح.

ثم مات والده فإضطر الطفل أن يشتغل بناء وأن يغنى للعمال. ثم دفعته الظروف أن يمتهن مهنا أخرى عديدة. ولما واتته الفرصة التحق بمعهد الأسكندرية الدينى، ولكنه مع ذلك كان يعمل مقرئا ومنشدا بالأفراح والمآتم ليلا. وسمع به " سليم عطالله " صاحب فرقة تمثيلية بالأسكندرية فضمه إلى فرقته، ولما رحل معه إلى الشام تلقى هناك فن الموسيقي على أحد مشاهير الفن وأسمه " الموصلى " ومكث بسوريا خمس سنوات حتى ظهر نبوغة الموسيقي على أتم وجه ونال شهرة عظيمة بين رجال الفن.

والواقع أن سيد درويش كان على أستعداد فطرى ما فى ذلك من شك. ومن آيات هذا النبوغ الفطري أنه لما تأثر بسماع أوبرا " ريجوليتو " على مسرح الأوبرا تمكن من أن يقتبس منها تآلفا غنائيا من ثلاث أصوات ووضعه فى ختام الفصل الأول من رواية شهرزاد. والواقع أيضا أن الشيخ سيد درويش كان يجهل النوتة الموسيقية وكان عند تلحينه لأى قطعه موسيقية يلازمه أحد أفراد الجوقة ليدون ألحانه بالنوتة، فهو لم يكن يقرأ أو يكتب النوتة الموسيقية، إنما يلتقطها إلتقاطا بالموهبة.

ومع ذلك فإن سيد درويش قد تأثر بالجو المصرى الذى عاش فيه مما يجعلنا نفرد له مكانة خاصة وتقديرا مناسبا. فما من حادثة مرت  أمامه إلا وغناها، وما من فئة من فئات الشعب إلا وأنشد لها. فقد كان شحنة من الإنفعالات المتجاوبة مع الظروف فصاغ هذا التجاوب لبنى وطنه ألحانا قومية فى شتى المناسبات، حتى إننا لا نخطئ كثيرا إذا قلنا إن سيد درويش هو بداية التيار القومى فى الموسيقي المصرية. وقد لحن كثيرا من المسرحيات الغنائية وأدهش من ذلك أنه لحن عشرين رواية تخلو نغماتها من " الربع تون " . فسيد درويش كان له من يكتب ألحانه، والحان المسرحيات الغنائية عندة كانت تعزف بواسطة الآت الأوركسترا التى لا تعزف " الربع تون ".

وتمتلئ أوطاننا بالكثيرين من الموسيقيين المبدعين الذين إذا تحدثنا عن جميعهم أحتجنا فى ذلك كتابات عديدة وأوقات طويلة. وبالطبع لا تقتصر الموسيقي فقط على هؤلاء المبدعين، إنما هناك الكثير والكثير فى هذه الأيام المعاصرة من الموهوبين والذين يمتكلون القدرات والمواهب الطبيعية الموجودة فيهم منذ الصغر. فكل ما على الأنسان أن يفعله هو أن ينمى موهبته الطبيعي التى منحه إياها الله وأن يواصل على التدريب والتأهيل الفنى حتى يدعم هذه الموهبة بالدراسة والعلم والفن.

فالموهبة الطبيعية وحدها لا تكفى لتكون محترفا، إنما ينبغى أن تسير هذه الموهبة جنبا إلى جنب مع العلم الأكاديمي الذى يحول الموهبة من هواية إلى أحتراف وربما يقود إلى أنتاج نابغة من نوابغ الفنون مثل الرموز الفنية للكثير من الموسيقيين البارعين فى مختلف بلاد العالم والذين لازالت أسمائهم محفورة بحروف من نور فى سماء الفن والموسيقي.


تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق
  • غير معرف 27 يوليو 2023 في 12:50 م

    شرح اكثر من رائع

    إرسال ردحذف



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -