العازف الماهر و تمارين الأصابع للعزف بمهارة

العازف الماهر و تمارين الأصابع للعزف بمهارة

العازف الماهر و تمارين الأصابع للعزف بمهارة 

تتعدد الطرق وتتنوع الوسائل المستخدمة فى الموسيقي وطرق التعامل معها، وهناك الكثير من التدريبات والأجتهادات التى تنمى من مهارة الفنان والعازف فى القدرات الموسيقية المهارية. وتأتى هذه الأجتهادات لوجود رغبة صادقة عند كل الموسيقيين فى أخراج طريقة مثلى لسماع الموسيقي التى تلقى على مسامع الناس. ومن أجل هذا نلجأ فى سماع الموسيقي إلى عنصر الزمن وحده، بغض النظر عن المكان إطلاقا، ويجب أيضا حتى يتحقق الأستمتاع الموسيقي أن نصرف أنفسنا حتى عن قوانين العقل نفسه، ونطلق العنان للروح وتمتعها بالنغمات والألحان الموسيقية.

إذن يجب على المستمع فى سبيل أن يحقق هذه المتعة من سماع الموسيقي أن يفتح قلبه للنغم، ويعيش فى دنيا الجمال بوجدانه، وستشع الأصوات من جمالها فى خيال المستمعين دون أن ترغمهم على البحث عن أى مصدر مادى أو أن تكلفهم أدنى عناء للحصول على هذا الأستمتاع. أيضا لا يمكن أن نفهم الموسيقي على أنها جداول ضرب، هذا فى هذا ينتج رقما معينا بالضرورة، أو كما يفعل الناس حين يرجعون سبب نزول المطر إلى سحاب و السحاب إلى بخار الماء وبخار الماء إلى المسطحات المائية بحرارة الشمس. فسماع الموسيقي يختلف تماما عن كل هذا فهو لا يتقيد بقوانين ونظم معينه، إنما يعتمد على الروح والنفس الصافية التى تتلقى كل نغمة بنوع من السرور القلبى الداخلى.

يجب أن نأخذ الفن على أنه مصعد نرتقى بواسطته إلى سموات السعادة. فالفن يحتوى على السعادة لأنه يعطى للإنسان أكثر مما فى متناول الطبيعة. أنه فى منتهى الكرم حين تفتقر الطبيعة ومافيها من أشياء، فلقد قالت الطبيعة كلمتها منذ زمن ولى، وجاءت بما هو معروض أمامنا فى سوق الحياة من مخلوقات شتى. لكن الفن والفنان يمتلك ما هو أكثر حتى يعطى المستمع مايريد من تعبيرات أكمل وأجمل، وبما لم تستطيع ألطبيعة أن تمنحه إياه.

فالفنان والعازف الماهر يلقى الموسيقي على الناس كما أنه ألقى بزهرة الحياة الدنيا، وحين تستمتع بهذا الفن تراك قد وصلت إلى سر العالم وتأكدت أن العالم ليس شيئا آخر غير فكرتك عنه وأن الدنيا هى الجانب المنظور من الإرادة. وبذلك نفهم أن مهمة الفن تنصب فى أن تجعل ذلك الجانب المنظور أكثر لمعانا وأشراقا، وهذا الدرو يقع على عاتق كل عازف وفنان يريد أن يطور من نفسه من خلال أن يشتغل ويجتهد على نفسه حتى يكون قادر على أخراج تلك النغمات التى ينتظرها المستمع والتى تكون مصدر شبع و إلهام له فى وسط هذا العالم.

تدريبات وتمارين

ولكى يتحقق ذلك لابد من التدريب المتواصل والمستمر، ولهذ تعتبر تمارين الأصابع من الأساسيات الهامة فى تعليم العزف والموسيقي. ولها أهمية كبيرة فى تدريب أصابع اليدين للعزف بشكل أكاديمي وإحترافى سواء فى المقامات والسلالم الشرقية أو عزف البيانو والكوردات. كذلك التدريب المستمر على هذه التمارين يؤدى إلى تحسين مستوى العازف تدريجيا فى الأنتقال مابين النغمات والسلالم والمقامات بسهولة، وأيضا العزف الإحترافى.

ولابد من المداومة على هذه التمارين بأستمرار وعدم الإنقطاع عنها. فهى ضرورية فى كل الأوقات ولكل المستويات سواء للمبتدأين أو المتوسطين أو المحترفين. وقبل البدء فى التمرين لابد من معرفة ترتيب أصابع اليدين وأرقام الأصابع المستخدمة فى العزف وهي أرقام ثابته سواء لأصابع اليد اليمنى أو اليد اليسرى فالإبهام يأخذ رقم واحد وبعده السبابة يأخذ رقم أثنان ثم الوسطى الذى يأخذ رقم ثلاثة وبعد ذلك البنصر رقم أربعة وأخيرا الخنصر ويحمل رقم خمسة.

تمارين الأصابع للعزف بمهارة


وهذا الترقيم هام جدا حتى يساعدنا فى فهم وعزف تمارين الأصابع. وينقسم التمرين فى هذا الدرس إلى نوعين وهما التمرين الثلاثى وهو تمرين هام يعمل على تدريب ثلاثة أصابع سواء فى اليد اليمنى أو اليد اليسرى، ونقوم فيه بتمرين ثلاثة أصابع من اليد اليمنى بالترتيب، وهم الأصبع الإبهام والسبابة  والوسطى.

والمطلوب عمله فى هذا التمرين هو الإنتقال والعزف بالترتيب الثلاثى للأصابع السابق ذكرها على نغمات سلم دو الكبير والذى يتكون من ثمان نغمات وهم دو و رى و مي و فا و صول و لا و سي و دو. وبالنسبة لليد اليسرى نقوم فيه بتمرين ثلاثة أصابع بالترتيب , وهم الأصبع الوسطى والسبابة والإبهام . ونقوم بتحريك أصابعنا على السلم الموسيقي من جهة اليسار إلى اليمين ونبدأ بالأصبع الوسطى حتى نصل إلى الإبهام.

وبالنسبة للتمرين الرباعى فهو تمرين هام يعمل على تدريب أربعة أصابع سواء فى اليد اليمنى أو اليد اليسرى ونقوم فيه بتمرين أربعة أصابع من اليد اليمنى بالترتيب، وهم الأصبع الإبهام  والسبابة  والوسطى والبنصر. والإنتقال والعزف بالترتيب الرباعى للأصابع السابق ذكرها على نغمات السلم الموسيقي. ونعزف هذا التمرين من اليسار إلى اليمين بالأصابع الأربعة الإبهام والسبابة والوسطى والبنصر بالترتيب، بداية من أول نغمة من نغمات السلم الموسيقي وحتى اخر نغمة من نغمات السلم.

لمزيد من الشرح والتدريب العملى شاهد هذا الفيديو :



نظريات خاطئة عن الموسيقي 

فى الوسط الموسيقي بعض النظريات الخاطئة والأكاذيب التى يروج لها البعض ممن يعيشون على أقاويل حتى الآن. وهى أقاويل موسيقية قد لا ترتضيها ضمائرهم أحيانا لكنهم أدمنوا عليها منذ زمن. وعندنا أن عقدة الشعور بالنقص لدى مروجى تهاويل الموسيقي قد صدرت عن الجهل وعدم المعرفة الموسيقية، فجاء التعويض الخاطئ يتخفى فى ألوان مختلفة. ! لكن من العجب أن تداوى الأكاذيب بالدجل وأن يواجه الجهل بالجهالة.

ولهذا فنحن نتصيد لهم المبررات ونجهد أنفسنا فى الوقوف إلى جانبهم حين تكون للحياة ضرورات، وإنما يأتى وقت ينفذ فيه الصبر إذ راحو ينشرون الأكاذيب بوسيلة أو بأخرى على أنها الحقائق، فمن أشهر هذه النظريات الخاطئة عن الموسيقي عند البعض هى ان اللون الموسيقي الذى يقدمونه هو فقط اللون الصحيح وباقى الثقافات الموسيقية والألوان فى مختلف بلاد العالم هى خاطئة وخصوصا إذا كانت من عمل الموسيقيين الأجانب أمثال موتسارت وبيتهوفن وكورساكوف.

وفى الواقع أن الواحد من هؤلاء الذين يمتلكون هذه النظريات الخاطئة، قد نشأ فى بداية حياته لم يوفق فى تعليم أو مهنة، ثم أحترف الموسيقي وامتهنها، ولما تطلع إلى سابقيه وجد الثروة عن طريق الموهبة، والجهل، وتعليم العود ! فأكل من الموسيقي حتى أتخم وعمت بصيرته فكذب على حساب الفن الذى يأكل منه.
والحقيقة أن الموسيقي علم، وليست نهبا مشاعا للأرتجال والأكاذيب، وهى بأعتبارها لغة إنما تقوم على مبادئ وترتكز على قواعد، ولها من فروعها الدراسية ما يشبه البديع والبيان فى ميدان الأدب، عدا أن لها تياراتها الكلاسيكية والرومانتيكية، ولكل تيار منهجة وأساتذته.

إذن لا بد أن يكون الموسيقيون دارسين عالمين، بحيث أنه إذا وجب على دارس الأدب أن يتعرف أولا على قواعد اللغة وعلومها وبيانها. ثم يأخذ نفسة بالإطلاع فيتذوق من الروائع ما يمكنه من تحصيل ثروة كبيرى يعتمد عليها فى إنتاجه الخاص، فإن على الموسيقار عازفا أو مؤلفا أو منشدا. أن يفعل نفس الشئ ويركز جهده على تفهم الأعمال الموسيقية الكبرى، يدرسها ويحللها ويتعرف على هندسة تركيبها، حتى يصبح أهلا للقب الكبير لقب الموسيقار والفنان.

أما إذا ذهبنا نتناول الأكاذيب التى أنحرفت بموسيقانا الشرقية عن تطورها إلى مرحلة الصدق العلمى والتهذيب الهندسي والأنتاج المشرف، فأننا نجد فسادا فى الأسس وجهلا بالقواعد وأصرارا على قائمة من النظريات الخاطئة أولها " موسيقي شرقية " وأخرى " غربية ". وإذا كان يوجد شئ أسمه الموسيقي الشرقية فى مقابل الموسيقي الغربية، فإن للأنسان أن يتسائل عن العلاقة الجغرافية السياسية بالموسيقي.

النغمات هى لغة التعبير 

يقول العالم المتحضر أن الموسيقي هى التعبير، وأنها لغة الدنيا كلها، وأن معانيها فوق الحدود والأجناس. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الموسيقي لغة، وأنها - من دون اللغات كلها - تمتاز بدقة التعبير عن أعمق أسرار النفس البشرية، وأن أحدا ما لن ينكر اتفاق كل البشرية على معرفة مدلولات النفس فى أنغامها، فى حين تختلف لغات البشر فى التعبير عن شئ واحد بأختلاف اللغات والشعوب، وأنه فى حين تختلف اللغات المنطوقة المكتوبة بإختلاف الشعوب، لا يختلف أجناس البشر فى تذوق الموسيقي أبدا.

وبمعنى آخر أنه إذا كانت اللغات المكتوبة أو المنطوقة يتحكم فيها تفكير عقلى خلص لأن لكل شعب مصالح قد تملى عليه طرق تفكير خاصة، فإن لغة الموسيقي تعبير عن " كل شعور عام لدى كل الناس. ومن هنا لا نستطيع أن نقول إن الموسيقي شرقية ولا غربية، وإلا خلطنا خلطا شنيعا بين الأصول التى تولد معنى الحياة وتلازمنا دون أن ينهال تغيير كما يقول لنا علم النفس وبين تلك الأمور التى نكتبها بالتجربة والتقليد والتعليم، نغيرها أو نطورها فيما بعد، وهى التى تعبر عنا اللغات المنطوقة المكتوبة.

وكل ما يمكن قوله بشأن طابع خاص لبيئة موسيقية معينه، أنها تمتاز " بلهجة لحنية " أو " طعم موسيقي "، لكن داخل نطاق القواعد العلمية العالمية للموسيقي. وبرهان ذلك تلك الموسيقي الأسبانية الصاخبة ذات الإيقاعات الطروبة، فقد جاءت لا تخرج على القواعد العلمية العالمية ولكنها لا تدعى أنها الشرقية أو الغربية.

لهذا كانت حروف الموسيقي وقواعدها عامة فى كل الشعوب المتحضرة بحيث تجد السلم الموسيقي سواء كان كبيرا أو صغيرا، هو هو فى كل مكان فلا يختلف بعد صوتين فى سلم كبير أو صغير فى أمريكا مثلا عن سلم كبير أو صغير فى الشرق الأوسط أو حتى روسيا أو بريطانيا وتوابعها من الدول. رغم وجود تنافر سياسى وأختلافات فكرية.

ولهذا أيضا كانت قواعد الموسيقي فى مختلف أساليبها التعبيرية هى نفسها عند كل الدول المتحضرة، وما صح أبدا أن تجئ دولة وتحتج بموقعها الجغرافى لكى تطالب بقواعد خاصة فى الموسيقي !!. ولهذا السبب عينه جاء الفرق بين موسيقي الحضارة وموسيقي الجاهلية الأولى. أى تلك البدايات النغمية التى يحاول البعض أن يفرضها على سمعنا. هذا البعض لا يمل من التمسح فى القومية الشرقية والمصرية، متجاهلا قيمة الموسيقي العالمية وأصولها وقواعدها.


تعليقات
4 تعليقات
إرسال تعليق
  • Unknown
    Unknown 5 مارس 2020 في 1:44 ص

    كم من الوقت يلزم أن نتدرب علي هذا التمرين

    إرسال ردحذف
    • Mina Labib Studio
      Mina Labib Studio 5 مارس 2020 في 2:00 م

      التمرين هام جدا ولابد أن تتدرب عليه بأستمرار حتى لو كنت محترف

      حذف
      • Mina Labib Studio
        Mina Labib Studio 5 مارس 2020 في 2:01 م

        فتمارين الأصابع هامه ولا غنى عنها فى كل وقت

        حذف
      • Unknown
        Unknown 14 مارس 2020 في 1:20 ص

        شكرا جزيلا لك

        إرسال ردحذف



        وضع القراءة :
        حجم الخط
        +
        16
        -
        تباعد السطور
        +
        2
        -