المدرج الموسيقي والتعبيرات الموسيقية - تعليم النوتة الموسيقية

المدرج الموسيقي والتعبيرات الموسيقية - تعليم النوتة الموسيقية

المدرج الموسيقي والتعبيرات الموسيقية - تعليم النوتة الموسيقية

يتكون المدرج الموسيقي من عدة عناصر تستخدم لكتابة نغمات النوتة الموسيقية، وهذه العناصر تعرف ب " الخطوط والمسافات " وهو يتكون من خمسة خطوط أساسية، وبينهم أربعة مسافات أساسية. وكلمة أساسية هنا تعنى أن تلك الخطوط والمسافات تكون موجودة فى الرسم الأساسى للمدرج الموسيقي دون الحاجة إلى أضافة أى منهم، كما هو الحال مع الخطوط والمسافات الإضافية. ويمثل كل خط من الخطوط الخمسة الأساسية الموجودة بالمدرج الموسيقى نغمة من نغمات لوحة مفاتيح الأورج. لذلك دعونا نتعرف على أسماء نغمات هذة الخطوط الخمسة الأساسية.

فالخط الأول يمثل نغمة " مي "، وتوجد هذه النغمة على الأوكتاف الأوسط الموجود بلوحة مفاتيح الأورج. ثم يأتى الخط الثانى وهو يمثل نغمة " صول "، وهى النغمة التى تلى نغمة " فا " الموجودة بالأوكتاف الأوسط بالأورج. وبعده يأتى الخط الثالث الذى يمثل نغمة " سي "، وهى النغمة التى تلى نغمة " لا " الموجودة بلوحة مفاتيح الأورج فى الأوكتاف الأوسط. وبعدها نرى الخط الرابع وهو يمثل نغمة " رى " وأخيرا الخط الخامس الذى يمثل نغمة " فا ".

ويتوسط هذه الخطوط على المدرج الموسيقي، أربعة مسافات أساسية وتحمل كل منهم نغمة من النغمات الموسيقية فالمسافة الأولى التى تعلو الخط الأساسى الأول وهى تمثل نغمة " فا "، وبعدها تأتى المسافة الثانية وهى تمثل نغمة " لا " ثم نرى المسافة الثالثة  التى تمثل نغمة " دو " والتى تعتبر بدأية الأوكتاف الثانى، واخيرا نجد المسافة الرابعة التى تمثل نغمة " مي " وبالطبع هذه النغمة تختلف عن نغمة " مي " الموجودة بالخط الأساسى الأول فى حدة الصوت. فالنغمة الأول تكون فى أوكتاف ذات صوت موسيقي غليظ، أما هذه النغمة الموجودة على المسافة الرابعة فإن لها نغمة صوتية حادة لوجودها فى الأوكتاف العالى.




وطريقة قراءة وعزف النوتة الموسيقية، هى طريقة بسيطة وسهلة نقوم فيها بقراءة العلامة الموسيقية المكتوبة على المدرج الموسيقي، سواء على خط أو على مسافة، ثم نعزفها فى المكان المقابل لها على لوحة مفاتيح الأورج أو أى أله موسيقية أخرى. وتوجد مجموعة أخرى على المدرج الموسيقي من الخطوط والمسافات الإضافية التى لاتقل أهمية فى الإستخدام عن الخطوط والمسافات الأساسية، فهى تستخدم أيضا فى كتابة النوتة الموسيقية فى أغلب الألحان.

والخطوط والمسافات الإضافية عبارة عن خطوط ومسافات نقوم بإضافتها أعلى وأسفل الخطوط والمسافات الأساسية. الخط الإضافى أسفل المدرج الموسيقي يمثل نغمة " دو "، الموجودة فى بداية الأوكتاف الأوسط للوحة مفاتيح الأورج. وتعرف بأسم " دو الوسطى ".

ويعلو هذا الخط الإضافى، مسافة إضافية تسمى " ري "،  ويأتى تحتة فى الأسفل مسافة إضافية تسمى " سي "، وإذا أنتقلنا إلى الأعلى نجد الخط الإضافى أعلى المدرج الموسيقي وهو يمثل نغمة " لا " الموجودة فى الأوكتاف التالى للأوكتاف الأوسط فى لوحة مفاتيح الأورج. ويعلو هذا الخط مسافة إضافية تسمى " سي " ، ويأتى تحتة مسافة إضافية أخرى تسمى " صول ".
وهكذا نكون قد تعرفنا على الخطوط والمسافات الأساسية والإضافية التى يتكون منها المدرج الموسيقي، وأماكن تواجدها على لوحة مفاتيح الأورج.

لمزيد من الشرح ادخل على هذا الفيديو :


التعبيرات والألحان الموسيقية 

وبالنسبة لتعبيرات الموسيقي عامة فهى تعبيرات كلية لا تتناول الظواهر الزائلة، وأنها تتجاهل الأشياء المنفردة المعينه. فهى لا تعبر عن حالة سعادة تخص فئة معينة من الناس، أو حالة من الحزن تخص مجموعة من الأشخاص، أو تصور رغبة معينة أو مما يتعلق بمكان معين وزمن معين، فالتعبيرات الموسيقية لا يحدها مكان أو أشخاص إنما ينطلق العازف بمخيلته ومهارته ليبدع فى سماء الفن والموسيقي من خلال مجموعة من النغمات الساحرة التى تجذب إليه الناس من كل الفئات وكل الأعمار.

إذن فهذه التعبيرات الموسيقية والألحان هى مصدر لكل هذه الجزيئات والمشاعر، فهى تصلح لأن تعطى كل معانى الأسى والحزن والشجن فى الموسيقي، وكذلك فهى مصدر للفرح والسعادة والبهجة فى مقطوعات موسيقية أخرى، تعطى ذلك فى أقصى درجات السمو والأرتقاء وبدون الأستعانه بشئ خارج عنها يصاحبها إنما تعتمد فقط على مهارة وأبداع العازف والملحن.

ورغم كل هذا فأننا لا نفهم هذه التعبيرات بدون أن نحاول بألفاظنا عقد المقارنه وضرب الأمثلة. ولا حيلة لنا أو قوة فى ألفاظنا التى تعجز أمام الموسيقي وتعبيراتها إلا أن نلجأ إلى ضرب هذه الأمثلة!. فنحن هنا نبتغى الوسيلة إلى فهم النغم بكل ما نملك من إمكانيات إنسانية، وبكل ما نستطيع من قدرات بشرية وذهنية تمكننا من فهم هذه التعبيرات والألحان التى تأخذنا إلى عالم رائع وبهيج من المشاعر الفياضة الغنية المرتبطة بالحالة الصافية التى تضعنا فيها النغمات والمعزوفات الموسيقية الساحرة.

ومن الوسائل التى نستخدمها فى تقريب المعنى الصادق هى إضافة الموسيقي للألفاظ. وذلك لأن الفن الموسيقي لا يلبث أن يكشف فيها عن مواردة وقوتة الكبيرة. ولكن نحن لا نلجأ إلى أستكمال معنى الموسيقي بالكلمات، ففى مجال الألحان والنغمات غنى عن هذا. وهناك نظريات كثيرة تؤكد أن الموسيقي لا تحتاج إلى شئ خارج عنها، فهى بأصواتها الرنانة ذات حالة من " الأكتفاء الذاتى " إذا فالدور الذى تقوم به نصوص الأغانى أو نصوص الأوبرا والأوبريت هو درو ثانوى من جهة الوصول إلى أقصى عمق ممكن فى المعنى.

 ومن خلال هذا ندرك أن الموسيقي تبعث روح المعنى فى اللفظ، وأنها وحدها قادرة على أن تشيع الحيوية فى الحروف الميته فتجعلها تنطق بما نريد. وهناك مقارنه لطيفة يمكن أن نعقدها لنفهم هذا الأمر، نستوضح فيها أمر النيل والصحراء، فلقد نبع النيل من هناك ومس صحرائنا فإخضرت وأثمرت وتزينت، ومن هذه المقارنة سنفاضل بين الكلمة والنغمة فلا نجد الكلمة وحدها سوى صحراء من تضاريس الحروف المستخدمة، فى حين أن النغمة هى نيل الحياة الذى جرى هنا وهناك بين هذه التضاريس الجافة وبين الكثبان اللفظية، فخلق نوعا من جمال التعبير كما خلق النيل جنات وفراديس من الدلتا والوادى.

الفقرات والمقطوعات الموسيقية

تعتبر الفقرات والمقطوعات الموسيقية القصيرة فى الألوان والنقلات الموسيقية، والفقيرة فى الأبداع الموسيقي، من المقطوعات والألحان التى يسهل نسيانها عند الناس. فهى لاتدوم طويلا على العكس من الأنغام المحبوكة والتى تهندست فى حركة موسيقية سيمفونية وتحوى زمن فيه رزانه وفيه صال النغم وتجول فى افاق عديدة خارج منطقة النغمة المركزية. وبعد أن يتجول اللحن الموسيقي مابين الجمل الموسيقية المتعددة داخل إطار اللحن وبين العرب الموسيقية المختلفة، فإنه يعود إلى تلك النغمة التى بدأ بها اللحن ويرتكز عليها.

فهذا هو التعبير عن المجهود العظيم وعن العمل النبيل الذى يقوم به المؤلف الموسيقي المبدع والعازف الماهر فى سبيل هدف واضح وغنى بالمادة الموسيقية والثراء الفنى واللحنى. وإذا قمنا بعزف تآلفا موسيقيا كبيرا وفيه شحنه من الحماس، فإننا نلاحظ أن السلسلة الفقرية لهذا التآلف الموسيقي هى الصوت الثالث فى تركيبه أو الدرجة الثالثة من السلم الذى نعزف عليه، وإنه هو الذى يوحى لنا بفكرة ومشاعر التحمس.

ويمكن أن نشبه سيوله الألحان الموسيقية وثرائها الفنى بالطبيعة الحيوية المحيطة بنا، من شمس مشرقة وخضرة يانعة، وحمام يطير فى أجواء الربيع. فعزف الموسيقي الأبداعى يتلقاه المستمعون كما لو أنه نوع من الهيام والنشوة والسحر الذي ينقلهم الي عالم آخر من الاستمتاع بكل نغمة تعزف وكل مقطوعة تملأ أجواء المشاعر بالدفء والامتنان، فالموسيقي هي غذاء الروح ومتعة النفس وهى التى تعمل على إنعاش الروح وإمدادها بالمعانى الجميلة الهادفة.

النغمة المركزية

ولقد عرفنا أن النغمة الأساسية والمركزية فى اللحن هامة فى التعبير، وأنه كلما نجح النغم فى الخروج منها والعودة إليها عبر أنغام تربطها بها صلة قوية ومتناغمة، كلما كان هذا تعبيرا أقرب إلى نجاح اللحن وقوة تأثيرة. لكن إذا حدث الأنتقال من هذا الركوز اللحنى إلى نغمات أخرى غريبة عن السلم المعزوف فهذا يحدث نشاذ فى الموسيقي ويكون له تأثير سلبى على المستمعين الذين يدخلوا فى حالة من التشتت الذهنى نتيجة لعدم أنسجام النغمات اللحنية معا، وعدم وجود ترابط نغمى أو هارمونى فى العزف. لذلك يجب أن يراعى المؤلف أو كاتب النوتة الموسيقية أن يكون هناك جمل لحنية تعمل على ربط أجزاء اللحن معا بطريقة تناغمية خالية من النشاذ اللحنى.

وتعتبر قراءة وكتابة النوتة الموسيقية من أهم المراحل التى يجب أن يمر بها كل دارس للعلوم الموسيقية، وهى أسمى ملامح المعرفة الموسيقية لكل محبين الفنون والموسيقي. وتستخدم النوتة الموسيقية لكتابة جميع الألحان على مستوى العالم، سواء ألحان شرقية مستمدة من المقامات الشرقية، أو ألحان غربية وكوردات البيانو. كذلك ينبغى أن نعرف أن النوتة الموسيقية موحدة فى علاماتها وكتابتها لكل الألات الموسيقية.

وأيضا علامات كتابة النوتة الموسيقية هى علامات ثابتة فى كل أنحاء العالم. وتتشابه النوتة الموسيقية مع كل لغات العالم فى وجود حروف وعلامات خاصة لكتابتها وقرائتها. وأول مرحلة ينبغى أن ندرسها هى " المدرج الموسيقي " الذى يستخدم فى كتابة وتدوين حروف ونغمات وعلامات النوتة الموسيقية.


تعليقات
8 تعليقات
إرسال تعليق
  • Unknown
    Unknown 15 مارس 2020 في 6:08 ص

    شكراً

    إرسال ردحذف
    • Unknown
      Unknown 15 مارس 2020 في 6:08 ص

      شكرا

      إرسال ردحذف
      • Mina Labib Studio
        Mina Labib Studio 15 مارس 2020 في 2:08 م

        تحياتي لك وبالتوفيق للجميع

        حذف
      • Unknown
        Unknown 27 نوفمبر 2020 في 2:15 م


        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
        اولا يا استاذ مينا لك منى خالص التحية والاحترام لشخصكم النبيل ، وانا واحد هاوى موسيقى من زمن بعيد وسميع زى مابيقولو .وسعدت جدا جدا لما عثرت على الموقع الخاص بك وكأننى وجدت كنز . فقد جلست ليالى عديدة متتالية لقراءة مقالاتك وقد استفدت كثيرا من بعض المعلومات التى وجدتها وكنت أمر عليها مرورا دون فهم .
        أما الآن فقد علمت بعض الشئ
        عن الموسيقى .وانا اتابعك يوميا من خلال اليوتيوب
        وأود منك مساعدتي لكى اكون عازف اورج وانا شغوف جدا لهذا الموضوع فقط حبا للموسيقى خاصة وانا عمرى الآن سبعون خريفا ولكنها هواية لم يسعفنى الزمان لكى انميها . والآن ممكن أن احقق ولو جزء بسيط والفضل يرجع لحضرتك . تقبل عاطر تحياتى
        وارجو التواصل وهذا رقمى
        01001153914
        ولكم جزيل الشكر والعرفان .

        إرسال ردحذف
        • Mina Labib Studio
          Mina Labib Studio 28 نوفمبر 2020 في 11:16 ص

          اهلا بك .. اتمنى لك التوفيق وتابعنا على الموقع وعلى اليوتيوب ستجد الكثير من الدروس الأكاديمية .. لك تحياتى

          حذف
        • Unknown
          Unknown 31 ديسمبر 2020 في 7:20 م

          شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا موقع مفيد جدا جدا

          إرسال ردحذف
          • Unknown
            Unknown 31 ديسمبر 2020 في 7:25 م

            ياليت تعملوا قسم خاص اسمه ( تعلم من الصفر ) و يكون للمبتدئين جدا و يتعلمو خطوة بخطوة بيكون الإقبال و الاستفادة اكثر و شكرا اتمنى لكم التوفيق

            إرسال ردحذف
            • غير معرف 5 يوليو 2022 في 1:21 م

              السلام عليكم أستاذ مينا. ليتك عندما تدون سلم المقام تصوره في الحالتين "صعود وهبوط". تحياتي وأمنياتي لك بدوام الصحة والعافية

              إرسال ردحذف



              وضع القراءة :
              حجم الخط
              +
              16
              -
              تباعد السطور
              +
              2
              -